وكثر البكاء والضجيج بحيث خشيت الحكومة المحلّيّة فأمرت بإحضار جنود لتفريق الناس بالبنادق فقتل عدّة من المسلمين وانهزم الباقون مجروحين خائفين وجلين ، ولكن الاضطراب يشتدّ في كلّ يوم غير أنّ الحكومة المحلّيّة استقبلت أصحاب الامتياز وأدخلتهم البلدة مع كمال الاحترام. وسار الحاج السيّد علي أكبر الشيرازي مع جماعة من العلماء من بوشهر إلى سرّ من رأى واستغاثوا بآية الله المجدّد الشيرازي قدسسره ، فأمر رحمهالله بضيافة السيّد وتجليله وتعظيمه بما لا مزيد عليه.
ثمّ إنّ أصحاب الامتياز أرسلوا هيئة إلى آذربيجان فأخبر بذلك العلّامة الحجّة الميرزا جواد آقا فأمر بمنع دخول الهيئة وأنكر ذلك أشدّ الإنكار فآل الأمر إلى تأخير ذلك الحكم عن آذربيجان وكثرت المراسلات بين السلطان وبين هذا العالم الغيور الإسلامي إلى أن قهر واضطهد ودخلت الهيئة آذربيجان بالقوّة القاهرة وأخذوا يبتاعون النقاط الرئيسيّة للبلدة والأمكنة المعمورة وابتنوا فيها قصورا شاهقة وأبنية فخمة ، فزاد ذلك وحشة الناس وخوفهم على اضمحلال بلاد إيران وسقوطها بيد الأجانب بلا كلفة ، فاستغاث الناس بعلمائهم واستدعوا منهم المكاتبة إلى سلطانهم والاحتجاج عليه وأن يبيّنوا له مفاسد هذه المعاملة ، ففعلوا غير أنّهم ما نالوا مرادهم ، فكتبوا إلى سرّ من رأى بالقصّة التفصيليّة واستغاثوا كلّهم بآية الله المجدّد ، وكان قدسسره من خطّته أن لا يتداخل فيما يتعلّق بأمور المملكة والسياسة.
فلمّا كثرت الشكوى من جميع بلاد إيران وتواترت الكتب من العلماء والأشراف ومعاريف التجّار وتكلّموا في أطراف القضيّة وأوضحوا مفاسد هذا الامتياز أبرق آية الله المجدّد في التاسع عشر من ذي الحجّة سنة ١٣٠٨ إلى السلطان ناصر الدين وكتب كتابا مفصّلا إلى نائب السلطنة أوضح فيه ما يجب إيضاحه وشرح فيه ما يجب شرحه ، فأرسل السلطان جواب المكتوب مع كمال التعظيم والتوقير وكان مفاده :