دائرة الكمباني حفلة عظيمة اجتمع فيها خلق عظيم من رجالهم ونسائهم وحضر القنصل الروسي والقنصل الألماني والقنصل الإيطالي والأمريكي والقنصل التركي وغيرهم من القناصل والمأمورين والأمراء والحكّام والتجّار الإيرانيّين وكانت هذه الحفلة حفلة سرور ونشاط لظفرهم بمرادهم ، وكانوا فرحين بانقضاء مدّة الاستمهال حسبوا أنّهم من الغد يسيطرون على المسلمين وينالون مرامهم.
فلمّا أصبح الناس في غاية الحزن والانكسار سمع بعضهم من بعض أنّ الإمام الشيرازي حرّم استعمال التنباك والتتن وجعله في حكم المحاربة مع الإمام الحجّة بن الحسن عليهالسلام ، فكادوا يطيرون فرحا وسرورا وجعلوا يسألون من أين جاء هذا النبأ العظيم الذي فيه حياة إيران والإيرانيّين ، فازدحموا على دار حجّة الإسلام الآشتياني لكي يعرفوا صحّة الخبر ، وكان الآشتياني مترقّبا هذه الفتوى غير أنّ البريد تأخّر أسبوعا فأخذ أولياء الأمر يعاقبون من تكلّم بحرمة الاستعمال ويقولون : هذا من حيلكم ولم يصدر من الإمام الشيرازي فتوى بالحرمة ، فإذا بالبريد قد دخل دار الآشتياني وأعطاه صورة الفتوى فقرأها الآشتياني على عموم الناس ، فلم تنقضي ساعات إلّا واستنسخوا عنها مائة الف نسخة وقرأوها على المنابر في المساجد والمحافل ، وما أمسى الناس إلّا وطبّق البلد الخبر وانتشر في البلدان والقرى التي كانت من أعمال طهران ، فأمرت الحكومة بجمع النسخ وأخذها من أيدي الناس غير أنّه ما نالت مرامها وجعلت تسأل عن نسخة الأصل فدلّت على الآشتياني وكان قدسسره يخشى من إظهار نسخة الأصل.
فاستعملت الحكومة الأمر من سرّ من رأى فأبرقوا للعلّامة الميرزا حسين النوري والشيخ الحاج آقا النوري وأمثالهما فأجيبوا بصحّة صدور الفتوى من الإمام الشيرازي فأيقنوا بصدق صدور الحكم ، فأبرق التجّار والعلماء إلى جميع ممالك إيران بذلك وخضع الناس جميعا للحكم وانقادوا وامتثلوا مبتهجين