مسرورين ، وكلّ من كان عنده شيء من التنباك أحرقه وكسر غليانه وشطبه.
ومن عجيب نفوذ هذا الحكم أنّ الفسّاق المتجاهرين بالفسق الذين يفطرون شهر الصيام ويشربون الخمر امتنعوا عن استعمال الدخان ، فقيل لهم : ما بالكم تشربون الخمر ولا تشربون التنباك؟ قالوا : إنّ شرب الخمر له توبة وهذا ليس له توبة ، فمن استعمل التنباك فهو مثل من قتل الإمام علي عليهالسلام وقاتل الإمام لا تقبل توبته.
ومن عجيب نفوذ هذا الحكم بسرعة أنّ أصحاب المقاهي كسروا كلّ ما عندهم من الغليان وإن كان من أغلى الأثمان ، وأبطل أصحاب المعامل كلّ ما له تعلّق بالغليان سواء في ذلك التجّار والكوّاز والصبّاغ وغيرهم ، وكسروا ما عندهم في المعامل ، فبلغ الأمر إلى أنّ رجلا سأل بعض العلماء وقال : إنّي رششت التنباك بالشمس لييبس وأريد الآن جمعه فأجعله في كيس وأخرجه من داري فهل هذا استعمال أو لا ، وأرسل رجل رأس غليان إلى دكّان ليصلحه قبل وصول الحكم فبعد انتشار الحرمة ذهب ليأخذ رأس الغليان فرأى أنّ الأستاذ يصلح ثقبته ما هو معدّ لشرب الأفيون وردّ رأس الغليان كما كان ولم يصلحه ، فقال له الرجل : هل يجوز شرب الأفيون؟ قال : لا ولكن له توبة بخلاف شرب الغليان الذي ليس له توبة. ورأوا درويشا شرب الغليان فأنكروا عليه حلف إنّه ليس بالتنباك إنّما هو حشيشة فلم يقنعوا بذلك حتّى قلّبوا رأس الغليان فرأوا أنّه قد صدق فتركوه.
ومن عجيب نفوذ هذا الحكم الشريف أنّ خواتين حرم السلطان وجواريها كسروا ما كان عندهم من الغليان واستعفى السلطان ناصر الدين شاه خدّامه عن هذا العمل فعفا عنهم وخلّى سبيلهم.
ومن عجيب نفوذ هذا الحكم الشريف أنّ اليهود والمجوس وسائر الفرق الباطلة وافقوا جماعة المسلمين وقالوا : هذا حكم محترم يجب اتّباعه ولا يجوز التخلّف عنه