خرجنا في صبيحتها فتشرّفنا بخدمته أوّل الليل وكان معنا السيّد المتظلّم فحكى عند الإمام الشيرازي ظلامته وذكر طول مقامه بطهران وتوسّله وإلحاحه إليّ وعدم مساعدتي له ، قالوا : فسألنا الإمام الشيرازي عن ذلك ، فقلنا له : نعم ولكنّه معذور جدّا لأنّ الغاصب من حواشي السلطان ناصر الدين شاه وشرحنا له حقيقة الحال ، فقال : إذا لم يتمكّن المولى علي الكني من استرداد هذا المغصوب فأنا أعجز لأنّي لا أكتب إلّا إليه وهو غير متمكّن وآيس من رفع الظلامة فودّعناه وخرجنا من عنده وخرج السيّد آيسا متغيّر الحال كئيبا حزينا فتشرّفنا للزيارة فأخذ السيّد الشبّاك المطهّر متوسّلا بالإمامين العسكريّين عليهماالسلام وبالغ في التوسّل وأكثر الجزع والبكاء.
ثمّ خرجنا إلى المنزل فبات السيّد عندنا في أشدّ الكآبة والحزن ، فلمّا انتبهنا وقت السحر لتهيئة الارتحال انتبه السيّد من نومه فرحا مسرورا وقال : إنّي رأيت الإمام الحسن العسكري عليهالسلام في المنام فقال لي بالفارسيّة : «آسوده باش ما سفارش تو را به ميرزا كرديم» ، ولمّا طلع الفجر أتى الشيخ عبد الكريم آل محي الدين خادم الإمام الشيرازي بهذا الكتاب وأعطاه للسيّد فعلمنا أنّ امتناعه الشديد أوّلا عن الكتابة ثمّ مسارعته إليها وبعثها مع خادمه بين الطلوعين ما كان ذلك إلّا بإشارة الإمام الهمام العسكري عليهالسلام.
قال العلّامة المولى الكني : فبعد ما وصل الكتاب إليّ كتبت كتابا إلى السلطان ناصر الدين شاه وجعلت كتاب الإمام الشيرازي طيّه وبعثتهما إليه ، فرّد السلطان ظلامة السيّد ببركة هذا الكتاب.
ومنها ما حدّثني به الثقة الورع الجليل الشيخ راضي بن الشيخ علي الطريحي النجفي المتوفّى حدود سنة ١٣٤٠ وهو أخو العلّامة حسين الطريحي وكان من خواصّ أصحاب شيخنا العلّامة الفقيه الشيخ محمّد طه نجف طاب ثراه ، قال :