سمعت أبا بكر الكتّاني يقول : سألت ابن الفرجي (١) فقلت : إنّ لله صفوة ، وإنّ لله خيرة ، فمتى يعرف العبد أنه من صفوة الله ، ومن خيرة الله؟ فقال : كيف وقعت هاهنا (٢)؟ قلت : جرى على لساني ، قال : إذا خلع الراحة ، وأعطى المجهود في الطاعة ، وأحبّ سقوط المنزلة ، وصار المدح والذمّ عنده سواء.
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري ، أنبأنا أبي (٣) قال : سمعت أبا عبد الرّحمن السلمي يقول : سمعت الحسين بن أحمد بن جعفر يقول : سمعت الكتاني يقول : [التصوف](٤) خلق ، من زاد عليك في الخلق ، فقد زاد عليك في التصوّف.
قال : وسمعت أبي (٥) يقول : سمعت محمّد بن الحسين يقول : سمعت أبا بكر الرّازي يقول : سمعت الكتّاني يقول : من حكم المريد أن يكون فيه ثلاثة أشياء : نومه غلبة ، وأكله فاقة ، وكلامه ضرورة.
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الحسين ، وأبو الحسن بن أبو العباس قالا : حدّثنا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٦) ، أنبأنا إسماعيل بن أحمد الحيري ، قال : ح وأنبأنا أبو القاسم الشحامي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، وأخبرنا أبو الحسن الفارسي ـ إذنا ـ أنبأنا أبو بكر المزكي ، قالوا : أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال : سمعت محمّد بن عبد الله بن شاذان يقول : سمعت محمّد بن علي الكتّاني يقول : من طلب الراحة ، فالراحة عدم الراحة.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنبأنا أبي (٧) قال : سمعت الشيخ أبا عبد الرّحمن السلمي يقول : محمّد بن عبد الله يقول : سمعت الكتّاني يقول : لو لا أنّ ذكره فرض علي لم أذكره إجلالا له مثلي يذكره؟ ولم يغسل فمه بألف توبة متقبلة عن ذكره.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الحسن الغسّاني ، وأبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، قالوا : حدّثنا (٨) وأبو منصور المقرئ ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٩) ، أنبأنا أبو حازم عمر بن
__________________
(١) بالأصل : «لعرحى» وفي د ، و «ز» : «المرحى» والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٢) كذا بالأصل ود ، و «ز» : «هاهنا» وفي تاريخ بغداد : بهذا.
(٣) الرسالة القشيرية ص ٢٤٢.
(٤) سقطت من الأصل ، واستدركت عن د ، و «ز» ، والرسالة القشيرية.
(٥) الرسالة القشيرية ص ٢٠٣.
(٦) تاريخ بغداد ٣ / ٧٥.
(٧) الرسالة القشيرية ص ٢٢٣.
(٨) بالأصل : «أنبأنا» والمثبت عن د ، وفي «ز» : «نا».
(٩) تاريخ بغداد ٣ / ٧٥