لبني سهم ، بطن من أسلم ، الواقدي ، المدني ، قاضي بغداد ، عن عمر بن راشد ، ومالك بن أنس ، ذاهب الحديث ، روى عنه محمّد بن أسد الحسيني (١) ، وعمّار بن رجاء.
أخبرنا أبو القاسم الخطيب ، وأبو الحسن الزاهد ، وأبو منصور المقرئ ، قالوا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٢) : محمّد بن عمر بن واقد ، أبو عبد الله الواقدي المدني ، سمع ابن أبي ذئب ، ومعمر بن راشد ، ومالك بن أنس ، ومحمّد بن عبد الله ابن أخي الزهري ، ومحمّد بن عجلان ، وربيعة بن عثمان ، وابن جريج ، وأسامة بن زيد ، وعبد الحميد بن جعفر ، وسفيان الثوري ، وأبا معشر ، وجماعة سوى هؤلاء ، روى عنه كاتبه محمّد بن سعد ، وأبو حسّان الزّيادي ، ومحمّد بن إسحاق الصغاني ، وأحمد بن الخليل البرجلاني ، وعبد الله بن الحسن الهاشمي ، وأحمد بن عبيد بن ناصح ، ومحمّد شجاع الثلجي ، والحارث بن [أبي](٣) أسامة وغيرهم ، قدم الواقدي بغداد وولي قضاء الجانب الشرقي منها ، وهو ممّن طبق شرق الأرض وغربها ذكره ، ولم يخف على أحد عرف أخبار الناس أمره ، وسارت الركبان بكتبه في فنون العلم ، من المغازي والسير ، والطبقات وأخبار النبي صلىاللهعليهوسلم ، والأحداث التي كانت في وقته ، وبعد وفاته صلىاللهعليهوسلم ، وكتب الفقه ، واختلاف الناس في الحديث وغير ذلك ، وكان جوادا كريما مشهورا بالسخاء.
قال الخطيب (٤) : وأخبرني الحسن بن أبي طالب ، ثنا محمّد العباس ، ثنا أبو الحسين العباس بن العباس بن المغيرة الجوهري ، حدّثني أبو جعفر الضبعي ، حدّثني محمّد بن خلّاد قال : سمعت محمّد بن سلام الجمحي يقول : محمّد بن عمر الواقدي عالم دهره.
قال (٥) : وأنبأنا الأزهري ، أنبأنا محمّد بن العبّاس ، ثنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن الخليل ، قال : سمعت إبراهيم بن الحربي يقول : الواقدي أمنّ الناس على أهل الإسلام ، وقال أبو أيّوب : حدّثني أبو محمّد الطوسي قال : سمعت إبراهيم بن سعيد يقول : سمعت المأمون يقول : ما قدمت بغداد إلّا لأكتب كتب الواقدي.
قال أبو أيوب : وسمعت إبراهيم الحربي يقول : كان الواقدي أعلم الناس بأمر الإسلام ، فأمّا الجاهلية فلم يعمل فيها شيئا.
__________________
(١) رسمها بالأصل : «الحسى» والمثبت عن «ز».
(٢) تاريخ بغداد للخطيب ٣ / ٣.
(٣) زيادة عن «ز» ، وتاريخ بغداد.
(٤) تاريخ بغداد ٣ / ٥.
(٥) القائل أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ٣ / ٥.