ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي ، قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم (١) ، حدّثني أبي ، ثنا معاوية بن صالح بن أبي عبيد الله الأشعري الدمشقي قال : سمعت سنيد بن داود يقول : كنا عند هشيم [فدخل الواقدي ، فسأله هشيم](٢) عن باب ما يحفظ فيه فقال الواقدي : ما عندك يا أبا معاوية؟ فذكر خمسة أو ستة أحاديث في الباب ، ثم قال للواقدي : ما عندك؟ فحدّثه بثلاثين حديثا عن النبي صلىاللهعليهوسلم وأصحابه والتابعين ، ثم قال : سألت مالكا ، وسألت ابن أبي ذئب ، وسألت وسألت فرأيت وجه هشيم يتغير. وقام (٣) الواقدي فخرج ، فقال هشيم : لئن كان كذابا فما في الدنيا مثله ، وإن كان صادقا فما في الدّنيا مثله.
أخبرنا أبو القاسم النسيب ، وأبو الحسن الزاهد ، قالا : ثنا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٤) ، قال : قرأت على محمّد بن الحسين القطّان عن دعلج بن أحمد ، أنبأنا أحمد بن علي الأبّار قال : سألت مجاهدا ـ يعني : ابن موسى ـ عن الواقدي قال : ما كتبت عن أحد أحفظ منه ، لقد جاءه رجل من بعض هؤلاء الكتّاب فسأله عن الرجل لا يستطيع أن يصلي قائما ، فقال : اجلس ، فجعل يملي عليه فقال لي أبو الأحوص الذي كان في ..... (٥) : تعال فاسمع فجعل (٦) يقول : حدّثنا فلان عن فلان يصلي قاعدا ، يصلي على جنبه ، فقال لي : سمعت من هذا شيئا؟ قلت : لا ، قال : وبلغني عن الشاذكوني أنه قال : إما أن يكون أصدق الناس ، وإمّا أن يكون أكذب الناس ، وذلك أنه كتب عنده ، فلما أراد أن يخرج جاء بالكتاب فسأله ، فإذا هو لا يغير حرفا وكان يعرف رأي سفيان (٧) ، ومالك ، وما رأيت مثله.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن المظفّر ، أنبأنا أبو الحسن العتيقي ، أنبأنا يوسف بن أحمد ، أنبأنا أبو جعفر العقيلي (٨) ، حدّثنا أحمد بن علي ـ يعني
__________________
(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٢٠ ـ ٢١.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك لإيضاح المعنى عن «ز» ، والجرح والتعديل.
(٣) بالأصل و «ز» : «وقال» خطأ ، والتصويب عن الجرح والتعديل.
(٤) تاريخ بغداد ٣ / ١١.
(٥) رسمها بالأصل : «التعيين» وفي «ز» : التعسق.
(٦) من قوله : قائما ... إلى هنا ، سقط من تاريخ بغداد.
(٧) بالأصل : «أبي سفيان» والمثبت عن «ز» ، وتاريخ بغداد.
(٨) رواه العقيلي في الضعفاء الكبير ٤ / ١٠٨ ومن طريق ابن الأبار في تهذيب الكمال ١٧ / ١٠٢.