عليه انتهى. فقوله حذف الضمير معناه مما تشربونه وفسره بقوله مشروبكم لأن الذي تشربونه هو مشروبكم.
وقال الزمخشري (إِذاً) واقع في جزاء الشرط وجواب للذين قاولوهم من قومهم ، أي تخسرون عقولكم وتغبنون في آبائكم انتهى. وليس (إِذاً) واقعا في جزاء الشرط بل واقعا بين (إِنَّكُمْ) والخبر و (إِنَّكُمْ) والخبر ليس جزاء للشرط بل ذلك جملة جواب القسم المحذوف قبل إن الموطئة ، ولو كانت (إِنَّكُمْ) والخبر جوابا للشرط للزمت الفاء في (إِنَّكُمْ) بل لو كان بالفاء في تركيب غير القرآن لم يكن ذلك التركيب جائزا إلّا عند الفراء ، والبصريون لا يجيزونه وهو عندهم خطأ. واختلف المعربون في تخريج (أَنَّكُمْ) الثانية ، والمنقول عن سيبويه أن (أَنَّكُمْ) بدل من الأولى وفيها معنى التأكيد ، وخبر (أَنَّكُمْ) الأولى محذوف لدلالة خبر الثانية عليه تقديره إنكم تبعثون (إِذا مِتُّمْ) وهذا الخبر المحذوف هو العامل في (إِذا) وذهب الفراء والجرمي والمبرد إلى أن (أَنَّكُمْ) الثانية كررت للتأكيد لما طال الكلام حسن التكرار ، وعلى هذا يكون (مُخْرَجُونَ) خبر (أَنَّكُمْ) الأولى ، والعامل في (إِذا) هو هذا الخبر ، وكان المبرد يأبى البدل لكونه من غير مستقبل إذ لم يذكر خبر أن الأولى. وذهب الأخفش إلى أن (أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ) مقدر بمصدر مرفوع بفعل محذوف تقديره : يحدث إخراجكم فعلى هذا التقدير يجوز أن تكون الجملة الشرطية خبرا لأنكم ، ويكون جواب (إِذا) ذلك الفعل المحذوف ، ويجوز أن يكون ذلك الفعل المحذوف هو خبر (أَنَّكُمْ) ويكون عاملا في (إِذا).
وذكر الزمخشري قول المبرد بادئا به فقال : ثنى (أَنَّكُمْ) للتوكيد ، وحسن ذلك الفصل ما بين الأول والثاني بالظرف و (مُخْرَجُونَ) خبر عن الأول وهذا قول المبرد. قال الزمخشري : أو جعل (أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ) مبتدأ و (إِذا مِتُّمْ) خبرا على معنى إخراجكم إذا متم ، ثم أخبر بالجملة عن (أَنَّكُمْ) انتهى. وهذا تخريج سهل لا تكلف فيه. قال : أو رفع (أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ) بفعل هو جزاء الشرط كأنه قيل (إِذا مِتُّمْ) وقع إخراجكم انتهى. وهذا قول الأخفش إلا أنه حتم أن تكون الجملة الشرطية خبرا عن (أَنَّكُمْ) ونحن جوزنا في قول الأخفش هذا الوجه ، وأن يكون خبر (أَنَّكُمْ) ذلك الفعل المحذوف وهو العامل في (إِذا) وفى قراءة عبد الله أيعدكم إذا متم بإسقاط (أَنَّكُمْ) الأولى.
وقرأ الجمهور (هَيْهاتَ هَيْهاتَ) بفتح التاءين وهي لغة الحجاز. وقرأ هارون عن أبي عمرو بفتحهما منونتين ونسبها ابن عطية لخالد بن إلياس. وقرأ أبو حيوة بضمهما من