هل يجب اجتناب جميع المشتبهات؟ |
و (١) أمّا المقام الثاني :
الحقّ وجوب الاجتناب والاحتياط |
فالحقّ فيه : وجوب الاجتناب عن كلا المشتبهين وفاقا للمشهور ، وفي المدارك : أنّه مقطوع به في كلام الأصحاب (٢) ، ونسبه المحقّق البهبهانيّ في فوائده إلى الأصحاب (٣) ، وعن المحقّق المقدّس الكاظمي في شرح الوافية : دعوى الإجماع صريحا (٤) ، وذهب جماعة إلى عدم وجوبه (٥) ، وحكي عن بعض (٦) القرعة.
الاستدلال عليه |
لنا على ما ذكرنا : أنّه إذا ثبت كون أدلّة تحريم المحرّمات شاملة للمعلوم إجمالا ولم يكن هنا مانع عقليّ أو شرعيّ من تنجّز (٧) التكليف به ، لزم بحكم العقل التحرّز عن ارتكاب ذلك المحرّم بالاجتناب عن كلا المشتبهين.
وبعبارة اخرى : التكليف بذلك المعلوم إجمالا إن لم يكن ثابتا جازت المخالفة القطعيّة ، والمفروض في هذا المقام التسالم على حرمتها ،
__________________
(١) «و» من نسخة جماعة المدرّسين.
(٢) المدارك ١ : ١٠٧.
(٣) الفوائد الحائريّة : ٢٤٨.
(٤) الوافي في شرح الوافية (مخطوط) ، الورقة ٢١٠.
(٥) كالسيّد العاملي في المدارك ١ : ١٠٧ ، والمحقّق السبزواري في الذخيرة : ١٣٨ ، والمحقّق القمي في القوانين ٢ : ٢٥.
(٦) تقدّم الكلام عن هذا البعض في الصفحة ٢٠٨.
(٧) في (ر) و (ص): «تنجيز».