عند اكثر المحقّقين.
وثانيهما ، انّه التّصديق بالجنان والإقرار باللّسان وهو المروىّ عن بعض المخالفين وقد اختاره صاحب التجريد منّا.
وثالثها ، انّه التّصديق بالجنان والإقرار باللسان والعمل بالأركان وهو المختار عند بعض العلماء من المحدّثين والفقهاء ، وقيل هو الإقرار اللّسانىّ بكلمتى الشهادة ، وقيل الإقرار اللّسانى بهما مع مواطاة القلب ، وقيل العمل بالطّاعات مطلقا ، وقيل العمل بالطّاعات المفروضة دون النّوافل. وتحقيق الكلام لا يناسب المقام.
إذا عرفت هذا فاعلم انه يجب الإقرار بكلّ ما جاء به النّبيّ من الأمور الممكنة فمن ذلك الصّراط هو على ما ورد فى بعض الأخبار جسر ممدود على متن جهنّم أدقّ من الشّعر وأحدّ من السّيف تعبره اهل الجنّة ويزلّ به أقدام أهل النّار ، ويوافقه ما صرّح به ابن بابويه فى الاعتقادات من انّه جسر جهنّم ويمرّ عليه جميع الخلق والميزان هو فى المشهور ميزان له كفّتان ولسان وشاهين يوزن به الأعمال ، وقد ورد تفسيره بذلك فى بعض الاحاديث وإنطاق الجوارح أى انطاق الله تعالى جوارح المكلّفين يوم القيامة ليشهدوا عليهم بما كانوا يكسبون ، وتطاير الكتب المثبتة فيها طاعات المكلّفين ومعاصيهم يوم القيامة فيؤتى للمؤمنين بايمانهم وللكافرين بشمائلهم ووراء ظهورهم لإمكانها دليل على كون الأمور المذكورة مما جاء به النّبيّ من الأمور الممكنة. وقد أخبر المخبر الصّادق وهو النّبيّ المؤيّد بالمعجزات بها أى بتلك الأمور فيكون ما جاء به النّبيّ من الأمور الممكنة ، وكلّ ما جاء به النّبيّ من الأمور الممكنة يجب الاعتراف به لما عرقت من وجوب عصمته ، فيجب الاعتراف بها أى بتلك الأمور قطعا. أمّا إمكانها فمعلومة بديهة وإن كانت مخالفة للعادة.
وأمّا الاخبار بالأوّل فلقوله تعالى : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها) والمراد بالورد عليها المرور على الصّراط. ولقوله (ص) لعلىّ : يا عليّ إذا كان يوم القيامة أقعد أنا وأنت وجبرئيل على الصّراط فلا يجوز على الصّراط إلّا من كانت له براءة بولايتك.