قال أبي : فحدّثني أبي عن أبيه أنه حدّثه أن ريّا حدثته أن الرأس مكث في خزائن السلاح حتى ولي سليمان بن عبد الملك ، فبعث إليه فجاء به وقد قحل (١) ، وبقي عظم أبيض فجعله في سفط وطيّبه (٢) وجعل عليه ثوبا ودفنه في مقابر المسلمين ، فلمّا ولي عمر بن عبد العزيز بعث إلى الخازن خازن بيت السلاح : وجّه إليّ رأس الحسين بن علي ، فكتب إليه أن سليمان أخذه وجعله في سفط وصلّى عليه ودفنه ، فصح ذلك عنده ، فلمّا دخلت المسودة سألوا عن موضع الرأس فنبشوه وأخذوه والله أعلم ما صنع [به](٣).
قال حمزة : ما رأيت في النساء أجود من ريّا ، قلت : كيف علمت أنه شعر ابن الزبعرى؟ قال : أنشدتني مائة بيت من قولها ترثي بها يزيد ، وذهبت في عهد عبد الله بن طاهر.
قال محمّد : كنت ذكرتها لبعض من جاء مع عبد الله فاستعارها مني ومطلني بها وأنسيتها ، وخرج وهي عنده فذهبت.
٩٣٤٤ ـ ريطة ـ ويقال : رائطة ـ بنت عبيد الله بن عبد الحجر
ـ وهو عبد الله ـ بن عبد المدان واسمه عمرو بن الديان واسمه يزيد
ابن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث
ابن كعب بن عمرو بن علة بن جلد (٤) بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب
ابن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان
أم أبي العباس السفاح
كانت تسكن الحميمة (٥) من أرض البلقاء ، وكانت قبل محمّد بن علي تحت عبد الله بن عبد الملك بن مروان ، لها ذكر.
أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي ، قالوا :
__________________
(١) قحل : جف جلده ويبس والتزق الجلد بالعظم من الهزال والجفاف والبلى.
(٢) بالأصل و «ز» : وطينه ، والمثبت عن المختصر والمطبوعة.
(٣) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز».
(٤) بالأصل و «ز» : خالد ، تصحيف ، والتصويب عن جمهرة ابن حزم ص ٢٠.
(٥) الحميمة بلفظ تصغير الحمة ، بلد من أرض الشراة من أعمال عمّان في أطراف الشام كان منزل بني العباس كما في معجم البلدان ٢ / ٣٠٧.