وقوله : (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا)(١) وقوله : لسارة إنها أختي» قال : ودخل إبراهيم قرية فيها ملك من الملوك أو جبار من الجبابرة فقيل : دخل إبراهيم الليلة بامرأة من أحسن الناس ، قال : فأرسل إليه الملك أو الجبار : من هذه معك؟ قال : أختي. قال : أرسل بها إليّ ، قال : فأرسل بها إليه ، وقال لها : لا تكذبي ، قولي فإنّي قد أخبرته أنك أختي أن على الأرض مؤمن غيري وغيرك ؛ فلما دخلت إليه قام إليها قال : فأقبلت توضّأ وتصلّي وتقول : اللهمّ إن كنت تعلم أنّي آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلّا على زوجي فلا تسلّط عليّ الكافر ، قال : فغط حتى ركض برجله.
قال أبو الزناد : قال أبو سلمة بن عبد الرّحمن ، عن أبي هريرة أنها قالت : اللهمّ إنه إن يمت يقل هي قتلته قال : فأرسل ، قال : ثم قام إليها قال : فقامت توضأ وتصلي وتقول : اللهمّ إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلّا على زوجي فلا تسلّط عليّ الكافر ، قال : فغط حتى ركض برجله.
قال أبو الزناد : وقال أبو سلمة عن أبي هريرة أنّها قالت : اللهمّ إنه إن يمت يقل هي قتلته ، قال فأرسل ، قال : فقال في الثالثة أو الرابعة ما أرسلتم إليّ إلّا شيطانا ، أرجعوها إلى إبراهيم وأعطوها هاجر ، قال : فرجعت فقالت لإبراهيم : أشعرت أن الله ردّ كيد الفاجر (٢) وأخدم وليدة.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، وأبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، قالا : أنا أبو الحسين عبد الدائم بن الحسن بن عبيد الله القطان ، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي ، نا أبو بكر محمّد بن خريم البزاز إملاء ، نا هشام بن عمار ، نا عبد الأعلى بن محمّد ، نا عمران بن خالد ، عن محمّد بن سيرين ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال :
«إنّ إبراهيم لم يكذب إلّا ثلاث كذبات ، اثنتين في الله قوله (إِنِّي سَقِيمٌ) وقوله (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا) وإنه كان يسير هو وسارة في أرض جبار من الجبارة فنزل منزلا فأتي ذلك الجبار فقيل له إن هاهنا رجلا معه امرأة هي أحسن الناس ، فأرسل إليه فجيء به فقال : ما هذه المرأة؟ قال : أختي ، قال : ابعث بها إليّ فأتاها إبراهيم فقال : إنّ هذا سألني عنك فأخبرته أنك أختي ، فلا تكذبيني عنده ، فإنه ليس في الأرض مسلم غيري وغيرك ، وإنك أختي في كتاب
__________________
(١) سورة الأنبياء ، الآية : ٦٣.
(٢) في المسند : الكافر.