أيّها المنكح الثّريّا سهيلا (١) |
|
عمرك الله كيف يجتمعان (٢) |
هي شاميّة إذا ما استقلّت |
|
وسهيل إذا استقلّ (٣) يماني |
فلمّا (٤) وفدت على الوليد ، دخل عليها الوليد وهي عند أمّ البنين بنت عبد العزيز ، فقال : من هذه يا بنت عبد العزيز؟ قالت : هذه الثريا بنت عبد الله ، جاءتك في دين ركبها ، فأقبل الوليد على الثريا فقال : هل تروين من شعر عمر شيئا؟ فقالت : نعم ، أما إنّه رحمهالله كان عفيف الشعر أروي قوله (٥) :
ما على الرّسم المعرّس (٦) لو ب |
|
يّن رجع التسليم (٧) أو لو أجابا |
فإلى قصر ذي العشيرة (٨) فالمأ |
|
لف (٩) أمسى من الأنيس جوابا (١٠) |
ربّما قد أرى به حيّ صدق |
|
طاهر (١١) العيش نعمة وشبابا |
وحسانا مثل المها خفرات |
|
حافظات عند الهوى الأحبابا (١٢) |
لا يكثّرن في الحديث فلا يت |
|
بعن ينعقن بالبهام (١٣) الظّرابا (١٤) |
فلما خلا الوليد مع أمّ البنين قال لها : لله درّ الثريّا! أما تدرين ما أرادت بإنشادها الذي أنشدتني من قول ابن أبي ربيعة؟ قالت : لا ، قال : لما عرّضت لها به عرّضت لي بأنّ أمّي أعرابيّة (١٥).
__________________
(١) الثريا نجم معروف يطلع من جهة الشام ، وسهيل : كوكب يطلع من جهة اليمن.
(٢) في المصادر : يلتقيان.
(٣) استقل : رفع.
(٤) الخبر والشعر في الأغاني ١ / ٢٣٦ ـ ٢٣٧.
(٥) الأبيات في ديوان عمر بن أبي ربيعة ص ٤٢ (ط. صادر : بيروت).
(٦) في الديوان والأغاني : البليين.
(٧) في الأغاني : السلام.
(٨) ذو العشيرة موضع بالصمان معروف ، وذو العشيرة من ناحية ينبع بين مكة والمدينة.
(٩) كذا في مختصر ابن منظور ، وفي الديوان : الطائف ، وفي الأغاني : الصائف.
(١٠) في الديوان والأغاني : «يبابا».
(١١) الأغاني : «ظاهري العيش» وفي الديوان : «كاملي العيش».
(١٢) روايته في الديوان والأغاني :
وحسانا جواريا خفرات |
|
حافظات عند الهوى الأحسابا |
(١٣) البهام : جمع بهمة ، وهي الصغار من أولاد الغنم.
(١٤) في مختصر ابن منظور : «الضراب» والمثبت عن الديوان ، والظراب : واحدها ظرب ، وهي الروابي الصغار.
(١٥) الأعراب هم سكان البادية ، والأعرابي هو غير العربي،وقد كان العربي يغضب إذا نودي بالأعرابي لأنه يعتبر مناداته بها إهانة له. وكانت أم الوليد هي ولادة بنت العباس بن جزيّ بن الحارث بن زهير بن جذيمة العبسية.