ثم نزل عن المنبر فأتاه جبرئيل فقال : يامحمّد ان الله عزّ وجلّ يقرؤك السلام ويقول لك : جزاك الله عن تبليغك خيراً وقد بلغت رسالات ربك ونصحت لاُمّتك وأرضيت (١) المؤمنين وأرغمت الكافرين ، يامحمّد ان ابن عمك مبتلىٰ ومبتلى به ، يامحمّد قل في كلّ أوقاتك الحمد لله ربّ العالمين وسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون » (٢).
٥٣ ـ أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمّد بن شهريار الخازن في شوال سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام بقراءتي عليه ، قال : أخبرنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي رحمهالله ومحمّد بن محمّد بن ميمون المعدل بواسط ، قال : حدّثنا الحسن بن إسماعيل البزاز وجماعة ، قالوا : أخبرنا أبو المفضّل محمّد بن عبدالله بن عبدالمطلب الشيباني ، قال : حدّثنا أبو عبدالله جعفر بن محمّد بن جعفر بن الحسن العلوي الحسيني ، قال : حدّثنا أبو نصر محمّد بن عبدالمنعم بن نصر الصيداوي ، قال : حدّثنا حسين بن شدّاد الجعفي ، عن أبيه شداد بن رشيد ، عن عمرو بن عبدالله بن هند الجملي ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد عليهالسلام
« أنّ فاطمة بنت علي بن أبي طالب لمّا نظرت إلى ما فعله ابن أخيها علي بن الحسين عليهماالسلام بنفسه من الدأب في العبادة أتت جابر بن عبدالله الأنصاري فقالت له : ياصاحب رسول الله ! انّ لنا عليكم حقوقاً وانّ من حقّنا عليكم [ ان ] (٣) إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهاداً أن تذكّروه الله وتدعوه إلى البقيا على نفسه ، وهذا علي بن الحسين بقيّة أبيه الحسين قد انخرم أنفه وثفنت جبهته وركبتاه وراحتاه إدآباً منه لنفسه في العبادة.
فأتى جابر بن عبدالله باب علي بن الحسين عليهالسلام وبالباب أبو جعفر محمّد بن
__________________
(١) في « م » : أوصيت.
(٢) رواه المفيد في أماليه ٧٦ و ٣٤٦ ، والشيخ في أماليه ١ : ١١٨ ، أقول : يأتي مثله ج ٢ : الرقم ١٤٨.
(٣) من البحار.