من السفلة ، واعلموا انه لا يتم شرف إلاّ بولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام » (١).
٤٢ ـ قال : حدّثنا يحيى بن عبدالحميد الحماني أملاه عليَّ في منزله :
« قال خرجت أيام ولاية موسى بن عيسى الهاشمي الكوفة من منزلي فلقيني أبو بكر بن عياش فقال لي : امض بنا يايحيى إلى هذا ، فلم أدر من يعني وكنت أجل أبا بكر عن مراجعته وكان راكباً حماراً له فجعل يسير عليه وأنا أمشي مع ركابه ، فلما صرنا عند الدار المعروفة بدار عبدالله بن حازم (٢) ، التفت إلي فقال : يابن الحماني إنما جررتك معي وحشّمتك (٣) ان تمشي خلفي لاُسمعك ما أقول لهذا الطاغية قال : فقلت : من هو ياأبا بكر؟
فقال : هذا الفاجر الكافر موسى بن عيسى ، فسكت عنه ومضى وأنا اتبعه حتى إذا صرنا إلى باب موسى بن عيسى وبصر به الحاجب وتبينه ، وكان الناس ينزلون عند الرحبة فلم ينزل أبو بكر هناك ، وكان عليه يومئذٍ قميص وازار وهو محلول الأزرار ، قال : فدخل على حماره وناداني فقال : تعال يابن الحماني ، فمنعني الحاجب فزجره أبو بكر وقال : أتمنعه يا فاعل وهو معي فتركني فما زال يسير على حماره حتى دخل الايوان فبصر بنا موسى وهو قاعد في صدر الايوان على سريره وبجنبي السرير رجال متسلّحون وكذلك كانوا يصنعون فلما ان رآه موسى رحب به وقربه وأقعده على سريره ومنعت أنا حين وصلت إلى الايوان ان اتجاوزه.
فلمّا استقر أبو بكر على السرير التفت فرآني حيث أنا واقف فناداني : تعال ويحك ، فصرت إليه ونعلي في رجلي وعلي قميص وأزار وأجلسني بين يديه فالتفت إليه موسى فقال : هذا رجل تكلمنا فيه ؟ قال : لا ولكني جئت به شاهداً عليك ، قال : في ماذا ؟ قال : إني رأيتك وما صنعت بهذا القبر ، قال : أي قبر ؟ قال : قبر
__________________
(١) يأتي مثله في ج ٨ : الرقم ٢٧.
(٢) في الأصل : عبدالله بن جابر ، وما أثبتناه من الأمالي.
(٣) جشمته الأمر وأجشمته أياه : كلّفته أياه.