ولدتم ؟ ألهذا تربّيتم حتى يتقلّد المناصب أولاد البغايا والزناة ؟ ما بالكم لاتفرّقون بين الغثّ والسَمين ؟ وهذه كتبكم ، وهذه مصادركم ، وهذه علماؤكم ، نقلوا لنا الحقائق كما هي ، وأنتم تمرّدتم على كلّ القيم والأعراف ؛ لأجل إرضاء العدوّ الكافر الغازي ، ولكنّ موعدهم الصبح ( أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ) (١) ، ( أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ) (٢) ، وعندها تُسألون عن كلّ صغيرة وكبيرة فتحرّوا الجواب ، ومِن وراءكم عقبات كأداء ، ويومها تطالبكم الناس الأبرياء بأيّ ذنبٍ قتلوا ؟ وبأيّ ذنبٍ شُرِّدوا ؟ وبأيّ ذنبٍ هُجّروا ؟ وبأيّ ذنبٍ ظُلموا وقُهروا ؟!
( أبو عليّ بن بيان ، من أهل دَير العاقول ، كان عابداً زاهداً يتبرّك أهل بلده بزيارة قبره ) (٣).
كثيرٌ هُم الذين يُزارون ويُتبرَّك بزيارة قبوزهم في العراق وفي غيره من بلدان العالم الإسلامي والعربي ، ولكن مافي اليد حيلة ، رضوا بأن يكونوا من صغار الحطب ، ورضوا أن تقول جهنّم فيهم ( هَلْ مِن مَّزِيدٍ ) (٤) ، بعد أن تُسأل : ( هَلِ امْتَلَأْتِ ) (٥) ؟
وأتمنّى أن اُريكم واُري القارئ العزيز صور ومقابر الأولياء والأقطاب والصلحاء ، ولكن مافي اليد حيلة !
وقال الخطيب البغدادي أيضاً في رجلٍ من ولد عليٍّ عليهالسلام :
( ومقبرة باب البردان فيها أيضاً جماعة من أهل الفضل ، وعند المصلّى المرسوم بصلاة العيد كان قبره يعرف بقبر النُذُور ، ويقال : إنّ المدفون فيه
___________________________________
١ ـ هود : ٨١.
٢ ـ النساء : ٧٨.
٣ ـ تاريخ بغداد : ١٤ / ٤٢٧.
٤ ـ ق : ٣٠.
٥ ـ ق : ٣٠.