السرّ
والسرّ هنا : أنّكم تريدون أن تقطعوا كلّ صلةٍ بالإسلام ورجالات الإسلام ؛ وما كانوا عليه من علم وخُلُق وتقوىٰ وسِيَر.
فإذا تركنا ذلك فقد خسرنا الكثير من تراث الإسلام ومنهجه العظيم.
فأين أنتم من الإسلام الحقيقي القائل : من شهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمداً رسول الله حُقن دمه وماله وعرضه ، له ماللمسلمين وعليه ما على المسلمين ؟ وها نحن نشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمداً رسول الله ، وأنتم تكفّروننا وتُحلّون دماءنا وأعراضنا ، لا لشيءٍ ، بل لأنّ لنا في رسول الله صلىاللهعليهوآله اُسوةً حسنة ؛ لأنّا نزور قبره ، كما زيار قبر اُمّه بإذن ربّه ، وزار شهداء البقيع ، وقد أفردنا باباً فيمن زار القبور من الصحابة والتابعين ، وجوّز وأفتىٰ باستحباب زيارة القبور من العلماء...
تأمّل عزيزي القارئ في قول رسول الله صلىاللهعليهوآله : « إذا مات ابن آدم انقطعت صلته عن الدنيا ، إلّا عن ثلاث : ولد صالح يدعو له ، وعلم ينتفع به ، وصدقة جارية (١) ».
ونحن في زيارتنا لمراقد الأنبياء والمرسلين عليهمالسلام ، ولقبور عباد الله الصالحين نستلهم الصبر والعبر ، ونستذكر سِيَر من نزورهم ، وما كانوا عليه.
وعلى الرغم من ذلك كلِّه فقد واصل الأعداء اعتداءهم على طائفة كبيرة تلتزم بمنهج الإسلام الأصيل.
___________________________________
١ ـ الخصال : ١ / ١٧٨ ، الحديث ١٨٤ ، عن الصادق عليهالسلام.