أجساد الشهداء طريّة
لا يخفى ما للأرض من تأثير على أجساد الموتى.
والحال : ثقل التراب ، وانعدام الهواء ، ولا دواء ، ووجود الدود ، وغيره ، كلّ اُولئك مبعث تفسّخ الأجساد والموادّ الحيّة ، ولكنّ الله تعالى حَبا الشهداء في الدنيا ما يُغبَطُون عليه ، وكأنّهم في الأجداث نيام تفوح منهم رائحة المسك والعنبر ، طرية أجسادهم ، لم تصغر أكفانهم ، ولم تفسد دماؤهم ، عبرة وموعظة...
فالذي أماته الله مائة عام ثمّ بعثه لم يتسنّه طعامه ، ولم يتغيّر شرابه وملابسه... (١)
وأصحاب الكهف الذين لبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً ، فبعثهم ليكونوا آيةً للناس ، لا يعلمهم إلّا الله والراسخون في العلم... (٢)
قال الواقدي : وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم اُحد :
« ادفنوا عبدالله بن عمرو ابن حزام وعمرو بن الجموح في قبر واحد » (٣).
ويقال : إنّهما وُجِدا وقد مُثِّل بهما كلّ مثلة ، قُطعت آرابهما عضواً عضواً ، فلا تُعرف أبدانهما.
فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله :
« إدفنوهما في قبر واحد ».
___________________________________
١ ـ تفسير القرآن ، عبدالرزاق الضعاني : ١ / ٩٩.
٢ ـ مجمع البيان : ٦ / ٧١٥.
٣ ـ المغازي : ١ / ٣١٠ ، وذكر فيه ( بن حرام ) بدل ( بن حزام ).