الأوّل : الكتاب العزيز :
قوله تعالىٰ : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّـهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّـهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ) (١) ، فإنّ الزيارة هي الحضور الذي هو عبارة عن المجيء إليه صلىاللهعليهوآله ، سواء كان لطلب الاستغفار أو بدونه ، والتسليم لا يدخل في معناها ، وإذا ثبت رجحان ذلك في حال حياته ثبت بعد مماته ؛ لِما دلّ على حياته البرزخية وسماعه تسليم من يسلِّم عليه ، وعرض الأعمال عليه ، كما مرّ في المقدّمات.
قال السبكي فيما حكاه عنه السمهودي في وفاء الوفا (٢).
والعلماء فهموا من الآية العموم لحالَتَي الموت والحياة ، واستحبّوا لِمن أتىٰ القبر أن يتلوها ، قال : وحكاية الأعرابي في ذلك نقلها جماعة من الأئمّة عن العتبي ، واسمه محمّد بن عبيد الله بن عمرو ، أدرك ابن عيينة وروي عنه وهي مشهورة حكاها المصنّفنون في المناسك من جميع المذاهب ، واستحسنوها ورأوها من أدب الزائر.
وذكرها ابن عساكر في تاريخه ، وابن الجوزي في « مثير الغرام الساكن » وغيرهما بأسانيدهم إلىٰ محمّد بن حرب الهلالي ، قال : دخلت المدينة فأتيت قبر النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فزرته وجلست بحذائه ، فجاء أعرابي فزاره ،
___________________________________
١ ـ سورة النساء : آية ٦٤.
٢ ـ وفاء الوفاء : ٢ / ٤١١.