المقام الثاني : في زيارة سائر القبور :
قد ثبت أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله كان يزور أهل البقيع وشهداء اُحد.
وروى ابن ماجة (١) بسنده عنه صلىاللهعليهوآله : « زوروا القبور فإنّها تذكّركم الآخرة ».
وبسنده عن عائشة : أنّه صلىاللهعليهوآله رخّص في زيارة القبور.
وفي حاشية السندي عن الزوائد أنّ رجال أسناده ثقات.
وبسنده عنه صلىاللهعليهوآله : « كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنّها تزهّد في الدنيا وتذكّر الآخرة ».
ورواه مسلم (٢) إلى قوله : « فزوروها ».
وروى النسائي : « ونهيتكم عن زيارة القبور فمن أراد أن يزور فليزر ».
وزار النبيّ صلىاللهعليهوآله قبر اُمّه وهي مشركة بزعم الخصم. روى مسلم في صحيحه (٣) وابن ماجة (٤) والنسائي (٥) بأسانيدهم عن أبي هريرة قال : زار النبيّ صلىاللهعليهوآله قبر اُمّه فبكى وأبكى من حوله ، فقال صلىاللهعليهوآله : استأذنت ربّي في أن أستغفر لها فلم يأذن لي ، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي ، فزوروا
___________________________________
١ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٢٤٥.
٢ ـ صحيح مسلم : ٤ / ٣٢٥ ، بهامش إرشاد الساري.
٣ ـ صحيح مسلم : ٤ / ٣٢٥ ، بهامش إرشاد الساري.
٤ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٢٤٥.
٥ ـ سنن النسائي ١ / ٢٨٦.