قال : فيقال له :
طبت هنيئاً ، طبت حيّاً وميّتاً. قال : ويأتيه ملائكة الرحمة فتفرش له فراشاً من الجنّة ودثاراً من الجنّة ، ويفتح له في قبره مدّ بصره ، ويؤتى بقنديلٍ من الجنّة فيستضيء بنوره إلى يوم القيامة (١).
وقال بعضهم : بلغني أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : « إنّ الميّت يقعد وهو يسمع خطوات مشيِّعيه ، فلا يكلِّمه شيء إلّا قبره ، فيقول : ويحك يا ابن آدم ، قد حَذَرتني وحَذَرت ضيقي وهولي ودودي ، فماذا أعددت منّي ؟! ».
بيان عذاب القبر وسؤال منكر ونكير
روي في خبرٍ : أنّ البرّاء بن عازب قال : خرجنا مع رسول الله صلىاللهعليهوآله على جنازة رجلٍ من الأنصار ، فجلس رسول الله صلىاللهعليهوآله على قبره منكساً رأسه ، ثم قال : « اللهمّ إنّي أعوذ بك من عذاب القبر » ثلاثاً.
ثم قال : « إنّ المؤمن إذا كان إقبال من الآخرة بعث الله له ملائكة كأن وجوههم الشمس معهم حنوطه وكفنه ، فيجلسون مدَّ بصره ، فإذا خرجت روحه صلّىٰ عليه كلّ ملكٍ بين السماء والأرض ، وكلّ ملكٍ في السماء ، وفُتحت له أبواب السماء ، فليس منها باب إلّا يحب أن تدخل روحه منه ، فإذا صعد بروحه قيل : أي ربّي عبدك
___________________________________
١ ـ شجرة طوبى ، محمد مهدي الحائري : ٣٥٦.