تعتذرون ؟
وحقّاً أنتم كالأنعام ، بل أضلّ سبيلاً...
ومن عَلَّمَ الناقةَ أن تمرّغ نفسها على القبر ؟
من أجبرها على البكاء عند القبر ؟
من علّمها أن تزور القبر وتودّع ؟!
ما ارتكبه المتوكِّل بمرقد الإمام الحسين عليهالسلام
في هذه السنة أمر المتوكِّل بهدم قبر الحسين بن علي عليهالسلام ، وهدّم ما حوله من المنازل والدُور ، وأن يبذر ويُسقى موضع قبره ، وأن يمنع الناس من إتيانه ، فنادى عامل صاحب الشرطة بالناس في تلك الناحية : مَن وجدناه عند قبره بعد ثلاثةٍ حبسناه في المطبق !
فهرب الناس ، وتركوا زيارته ، وحُرِثَ وزُرع.
وكان المتوكِّل شديد البغض لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام ولأهل بيته عليهمالسلام ! وكان يقصد من يبلغه عنه أنَّه يتولىٰ عليّاً وأهله بأخذ المال والدم ، وكان من جملة ندمائه عبادة المُخنَّث ، وكان يشدّ على بطنه ، تحت ثيابه ، مِخَدِّة ، ويكشف رأسه ، وهو أصلع ، ويرقص بين يدي المتوكِّل ، والمغنون يغنون :
قد أقبل الأصلع البطين ، خليفة المسلمين.
يقصد بذلك عليّاً عليهالسلام ! والمتوكِّل يشرب ،
ويضحك ، ففعل ذلك يوماً ، والمنتصر حاضر ، فأوما إلى عبادة بتهدّده ، فسكت خوفاً منه ، فقال المتوكِّل : ما حالك ؟ فقام وأخبره ، فقال المنتصر : يا أمير المؤمنين ، إنَّ الذي
يحكيه هذا الكلب ويضحك منه الناس هو ابن عمّك ، وشيخ أهل بيتك ،