مِن فَمِكَ اُدينُكَ
قال الخطيب البغدادي تحت عنوان : سلمان المحمّدي : وَلَم يَزل بالمدينةِ حَتىٰ غَزا المسلمونَ العراق ، فخرج معهُم وحضر فتح المدائِن ، ونزلها حتىٰ ماتَ بِها ، وقبرهُ الآن ظاهرٌ معروفٌ بقربِ إيوانِ كسرىٰ ، عليه بِناءٌ ، وهناكَ خادِمٌ مقيمٌ لحفظِ الموْضعِ وعمارتِهِ ، والنظرِ في أمرِ مصالحِهِ ، وقَد رأيتُ الموضعَ وزرتُهُ غَيرَ مَرةٍ (١).
نقول للخطيب البغدادي : هل زرت قالع باب خيبر وقاتِل مَرحبَ ؟
هَل زُرتَ قاتِلَ عمرو بن عبد وُدِّ العامِريّ ؟
هل زُرتَ صاحِبَ راية رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآله في أكثر غزاواته ؟
هَلْ زُرتَ ولو مرةً مرقد عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ؟
وَنَقُولُ : أَيّها الآمِر بحرثِ وَنَبْشِ قُبورِ آلِ محمّدٍ صَلواتُ الله عَلَيْهِم ،
وضربها بالصواريخ ، وتفخيخها وخرابها ، ماذا تقول في الخطيب البغدادي وهو يزور سلمان المحمّدي غير مرّةٍ ؟ أمِن عبّادِ القبُور هو ، أم ماذا ؟
قال الحاكم النيسابوري في المستدرك تحت عنوان : أبو أيوب الأنصاري :
وقبره بأصل حُصن القسطنطينية بأرض الروم فيما ذُكر ، يتعاهدون قبره ويزورونه ، ويستسقون به إذا قحطوا (٢).
نعم ، أبو أيّوب الأنصاري يتعاهدون قبره ويزورونه ويستسقون به إذا قحطوا ! ولكنّ الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً تُضرب
___________________________________
١ ـ تاريخ بغداد : ١ / ١٦٣.
٢ ـ المستدرك على الصحيحين : ٣ / ٥١٨.