قبورهم ، بعد أن ذُبحوا كالأضاحي ، وتُنبش قبورهم مرّاتٍ ومرّات ! عجباً لقومٍ ضلّوا وأضلّوا ، وارتدّوا حسداً وبغضاً وعناداً مابالهم لايفقهون ؟! أليسوا مسلمين أوائل ؟ أليسوا قادة الحُروب الإسلامية ؟! أليسوا هم من المبشَّرين بالجنة ؟ وهل على وجه الأرض غيرهم من هذه الدوحة المحمدية ؟ لابل من أولاد محمد صلىاللهعليهوآله وعليٍّ وفاطمة !
أيّها العاقل اللبيب ، لو وضعت أبو أيوب الأنصاري في الميزان ، أترجحُ كَفّته على عليٍّ وحمزة وجعفر ، وعلى سيّدي شباب أهل الجنة ؟
ما بال من يتسمّى بأسمائهم يُقتل وكأنّه العدوّ اللدود ؟ أمِنَ الإسلام هذا أم بماذا تتذرّعون ؟ لماذا لاتجتمع النبوة والخلافة والإمامة في بيتٍ واحد ، وتجتمعون أنتم على ضرب آل الرسول ؟! ألكم من القرآن آية ، أم من الحديث رواية ! كما قُلتم زوراً وبهتاناً وكذباً على الله وعلى الرسول صلىاللهعليهوآله : « نحن معاشر الأنبياء لانورّث » (١) ، والله تعالى يقول في محكم قرآنه المجيد : ( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ) (٢) ، ورث النبوة والملك.
وروى الحاكم في المستدرك قائلاً : حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا : العباس بن محمد بن حاتم الدوري ، ثنا : أبو عامر عبدالملك بن عمر العقدي ، ثنا : كثير بن زيد ، عن داود بن أبي صالح ، قال : أقبل مروان يوماً ، فوجد رجلاً واضعاً وجهه على القبر ، فأخذ برقبته وقال : أتدري ماتصنع ؟ قال : نعم ، فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب الأنصاري رحمهالله ، فقال : جئت رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولم آتِ الحجر ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : « لاتبكوا على الدين إذا وليه أهله ، ولكن ابكُوا عليه إذا وليه غير أهله » (٣).
ثمّ قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يُخرجاه.
___________________________________
١ ـ فتح الباري : ١٢ / ٦ ، عمدة القاري : ١٤ / ١٦٣.
٢ ـ النمل : ١٦.
٣ ـ المستدرك على الصحيحين : ٤ / ٥٦٠.