الثالث : الإجماع :
من المسلمين خلفاً عن سلفٍ من عهد النبيّ صلىاللهعليهوآله والصحابة إلى يومنا هذا ـ عدا الوهابية ـ قولاً وعملاً ، بل إنّ استحباب زيارة قبور الأنبياء عليهمالسلام والصالحين بل وسائر المؤمنين ومشروعيتها ملحق بالضروريات عند المسلمين ، فضلاً عن الإجماع ، وسيرتهم مستمرة عليها من عهد النبيّ صلىاللهعليهوآله والصحابة والتابيعن وتابعيهم وجميع المسلمين في كلّ عصر ، وفي كلّ صقع ، عالمهم وجاهلهم ، صغيرهم وكبيرهم ، ذكرهُم واُنثاهم ، وإنكار ذلك مصادمة للبديهة ، وإنكار للضروري.
قال السمهودي في وفاء الوفا (١) نقلاً عن السبكي : قال عياض : زيارة قبره صلىاللهعليهوآله سنّة بين المسلمين مجمع عليها ، وفضيلة مرغوب فيها. انتهى.
قال السبكي : وأجمع العلماء على استحباب زيارة القبور للرجال ، كما حكاه النووي ، بل قال بعض الظاهرية بوجوبها ، واختلفوا في النساء ، وامتاز القبر الشريف بالأدلة الخاصة به.
ولهذا أقول : إنّه لا فرق بين الرجال والنساء. وقال الجمّال الريمي : يستثني ـ أي من محلّ الخلاف ـ قبر النبيّ صلىاللهعليهوآله وصاحبيه ، فإنّ زيارتهم مستحبّة للنساء بلا نزاع ، كما اقتضاه قولهم في الحجّ : يستحبّ لمن حجّ أن يزور قبر النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وقد ذكر ذلك بعض المتأخرين ، وهو الدمنهوري
___________________________________
١ ـ وفاء الوفا : ٢ / ٤١٢.