نصب الشهيد
عجباً ! من يدك أدينك ، كما قيل : « مِن فمك أَدينك ».
نصب الشهيد : بناء كونكريتيّ محكم ، مساحة البناء كبيرة ، تحيط به الحدائق ، ومن لواحقه متحف يضمّ أسلحة ومعدات عسكرية ، تم الاستيلاء عليها في ساحة الحرب ، وأي ساحة ؟
تقاتل فيها الإخوة والأبناء ، بفعل ما حاكته الأعداء ، وقبلت به العملاء فدمّر اقتصاد البلدين ، وذهبت ضحايا من الجانبين...
وهدّمت دور وقصور وجسور ومصانع ومنشآت حيوية ، بُنيت من قوت الاُمّة ولعشرات السنين ، أملاً بالسعادة وتوجيه السلاح المشترك إلى صدر العدوّ المشترك ، ولكن سبق السيف العذل ، والتاريخ يعيد نفسه فجاء « عسكر » ومن لفّ لفّه من أعداء الحق والعدل ، وسقطت الضحايا ، وسالت دماء الأبرياء ، وضحك العدو...
وشاءت الإرادة الإلهية أن ينهزم الباطل ويسقط الجمل ، ويعود الكيد إلى نحر الكائدين ، ويسقط الشهيد ، ويبنى له صرح عجيب.
ولكن أيّ صرحٍ يكلّف ملايين الملايين ، والناس يموتون من الجوع والمرض ، والبلاد ترجع القهقرى مئات السنين ؟!
الملوك والوزراء والهيئات الدبلوماسية ،
وطلّاب المدارس ، وأعضاء النقابات يزورون هذا النصب الذي سمّوه : « نصب الشهيد ». أفزيارة الشهيد