الخليفة الثاني يقبّل الحجر
روى أبو سعيد الخدري ، قال : حججنا مع عمر أول حجّةٍ حجّها في خلافته ، فلمّا دخل المسجد الحرام دنا من الحجر الأسود فقبّله واستلمه ، وقال :
إنّي لأعلم أنك حجر لا تضرّ ولا تنفع ، ولولا أنّي رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله قبّلك واستلمك لما قبّلتك و لا استلمتك.
فقال له عليّ عليهالسلام : « بلى يا أمير المؤمنين ، إنّه ليضرّ وينفع. ولو علمت ذلك من تأويل كتاب الله لعلمت أنّ الذي أقول لك كما أقول ، قال الله تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ ) (١) ، فلمّا أشهدهم وأقرّوا له أنّه الربّ عزّ وجلّ ، وأنّهم العبيد ، كتب ميثاقهم في رقّ ، ثم ألقمه هذا الحجر ، وإنّ له لعينين ولساناً وشفتين تشهد لمن وافاه بالموافاة ، فهو أمين الله عزّ وجلّ في هذا المكان ».
فقال عمر : لا أبقاني الله بأرض لست بها يا أبا الحسن » (٢).
وترى وبكل اعتزازٍ اليوم في متاحف المسلمين أماكن مخصوصةً معروضاً فيها :
١ ـ ميل ومكحلة النبيّ صلىاللهعليهوآله.
___________________________________
١ ـ الأعراف : ١٧٢.
٢ ـ شرح نهج البلاغة : ١٢ / ١٠١ ، تفسير الرازي : ١٦ / ٣٢ ، الحديث ١٠.