المنافقين ! قال : إنّي خُيّرت فاخترت ، فقيل لي : ( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَهُمْ ) (١).
ولو أنّي إذا زدت علىٰ السبعين غُفر له لزدت.
ثم صلّى رسول الله صلىاللهعليهوآله عليه ومشى معه ، وقام على قبره (٢).
عجباً فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله يقف على قبر رأس المنافقين ويصلّي عليه ، والوهّابية تحرّم زيارة قبر النبيّ صلىاللهعليهوآله والصالحين ! ولمّا جاء الأمر بعدم الصلاة على أحدٍ منهم مات أبداً وأن لا يقوم على قبره امتثل ، وهكذا كان ، نهى عن زيارة القبور ، ثم أمر بها.
فعلامَ هذه الضجة ؟ علامَ ؟
نعم ، إنّ من القبور ما تُرجَم ، كما رُجِم قبر أبي رُغال ، ليس بقية القبور !
فيامَن تحرّمون زيارة القبور استبدلتم الرجم بالمنع ، وقتلتم عليه الأنفس البريئة ، فما الفرق بينكم وبين من رُجم ؟
قال الثاني : « مَن أحب أن يصلَ أباه في قبره ، فليصلِ إخوان أبيه من بعده ».
زيارة أصدقاء الأب تعني صلة الأب في قبره ، وإن لم يكن له إخوان فليَزُر القبر.
___________________________________
١ ـ التوبة : ٨٠.
٢ ـ شرح نهج البلاغة : ١٢ / ٤٠ ، ٥٥.