فقد ورد في الحديث الشريف عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال :
« اللحد لنا والشَقّ لغيرنا » (١).
وهو ما عليه أهل المدينة.
وأغلب اليهود والنصارى يشقّون الأرض ويُنزلون موتاهم وبتوابيتهم المُحكَمَة ، ويوارونهم التراب.
والحال : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ألحدوا له في قبره ، ويومها دعا أمير المؤمنين عليهالسلام أن يختار الله ما فيه الخير ، وزاد ارتفاع قبره على الشبر ، ورُشّ بالماء... (٢)
ومن كلام عمر : اخشَعْ عند القبور إذا نظرت إليها ، واستعصِ عند المعصية ، وذلّ عند الطاعة ، ولا تبذلنّ كلامك إلّا عند من يشتهيه ويتخذه غُنمَاً ، ولا تستعِن على حاجتك إلّا بمن يحبّ نجاحها لك ، وآخي الإخوان على التقوى ، وشاور في أمرك كلّه (٣).
تأمّل هذا الحَدَث ، وتعجَّب أو لا تعجب :
قال إبن أبي الحديد : لمّا توفّي عبدالله بن اُبيّ رأس المنافقين في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآله جاء ابنه وأهله ، فسألوا رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقام بين يدي الصفّ يريد ذلك ، فجاء عمر فجذبه من خلفه ، وقال : ألم ينهك الله أن تصلّي على
___________________________________
١ ـ دعائم الاسلام : ١ / ٢٣٧ ، والبحار : ٧٩ / ٢٠ ، الحديث : ٥ ، ( نحوه ).
٢ ـ علل الشرائع : ١ / ٣٥٧ ، والبحار : ٧٩ / ١٤ ، الحديث ١.
٣ ـ شرح نهج البلاغة : ١٢ / ٤٠ ، ٥٥.