القبور فإنّها تذكّركم الموت.
قال النووي في شرح صحيح مسلم : هو حديث صحيح بلا شك (١).
وروى مسلم (٢) : أنّه كلّما كانت ليلة عائشة من رسول الله صلىاللهعليهوآله يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول : « السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين ، وآتاكم ما توعدون ».
وعلّم صلىاللهعليهوآله عائشة حين قالت له : كيف أقول لهم يا رسول الله ؟ قال : قولي : « السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ». الحديث رواه مسلم.
وعن بريدة : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يعلِّمهم إذا خرجوا إلى المقابر ، فكان قائلهم يقول : « السلام على أهل الديار ».
وفي رواية : « السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين والمسلمات ». الحديث رواه مسلم.
وقد مرّ في المقام الأوّل زيارة ابن عمر لقبر الشيخين مراراً كثيرة.
وحكى السمهودي في وفاء الوفا (٣) عن الحافظ زين الدين الحسيني الدمياطي : أنّ زيارة القبور الأنبياء والصحابة والتابعين والعلماء وسائر
___________________________________
١ ـ أقول : إنّ السبب الّذي يذكرونه لاستئذان النبيّ صلىاللهعليهوآله زيارة قبر اُمّه هو ـ كما يزعمون ـ لأنّ اُمّه كانت مشركة ، ولكنّ الثابت الذي لا ريب فيه هو أنّ اُمّ النبيّ صلىاللهعليهوآله كانت كآبائه وأجداده من أهل الإيمان والتوحيد ، من هنا فإنّ هذا التوجيه والتفسير مخالف لاُصول العقيدة الإسلامية ، وهذا هو ديدن القوم حينما يطعنون في النبيّ صلىاللهعليهوآله وأهل بيته لسدّ ثغراتهم ومطاعنهم حيث إنّ آباءهم وأجدادهم ماتوا مشركين ، ويمكن أن يكون له تفسير آخر.
٢ ـ صحيح مسلم : ٤ / ٣١٨ ، بهامش إرشاد الساري.
٣ ـ وفاء الوفا : ٢ / ٤١٣.