كمطاردتهم ، وتهجيرهم ، والحطّ من قدرهم ، ووضع الأحاديث التي تنتقص منهم ومن منهجهم ، كما في منع زيارة قبور الأنبياء والصالحين المنصوص عليها في الشريعة الإسلامية.
وممّا يؤسف له أنّك تجد مخالفة منهج الإسلام بصراحة ، ولم يكن ثمّة سبب لتلك المخالفة سوى أنّ الشيعة تلتزم به.
فاستمع إلى شيخ الإسلام الغزالي في « كتابه إحياء علوم الدين » ، حيث يقول : كان التسطيح في القبور على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولمّا اتّخذتها الشيعة مِلنا إلى التسنيم (١).
اُنظر أخي القارئ للمقاتلة تلك واحكم إن كنت منصفاً :
١ ـ كان التسطيح في القبور على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله.
٢ ـ ولمّا اتّخذتها الشيعة مِلنا إلى التسنيم.
اعتراف في الاُولى وشهادة صريحة لا تحتاج إلى تأويل أو اجتهاد ولا نظر ، وإنكارٌ في الثانية وتبديل ، فما هذه الجرأة على تبديل حكم من أحكام الشريعة الشرعية ؟!
وهذا ما لا عجب فيه ، فإنّ الآباء سبقوا الأبناء لمثلها وأكثر :
متعتان حلالتان كانتا على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله وأنا اُحرِّمهما واُعاقب عليهما : متعة الحج ومتعة النساء (٢).
وإذا أردنا أن نذكر الأمثال فكثيرة ، واليوم وبعد القرون العديدة يكفّر
___________________________________
١ ـ الحدائق الناضرة ٤ / ٣٩ نقلاً عن التهذيب ورواه عن طرق العامة.
٢ ـ تاريخ المدينة المنوّرة : ٢ / ٧٢٠ ، مسند أحمد : ١ / ٥٢.