ينزل عليه من القرآن الكريم وجمعه لتبليغ الوحي على الوجه الأكمل ، لأن الاعتماد على حفظ الصحابة غير كاف ، لأنهم عرضة للنسيان والموت فلو اعتمد على حفظهم وحده نخشى ضياع شيء منه بالنسيان أو الموت ، وأما الكتابة فباقية لا يتكرق إليها شيء من ذلك وليعاضد المكتوب المحفوظ وقال الذهبي : عثمان أحد من جمع القرآن على عهد الرسول قرأ عليه المغيرة بن أبي شهاب المخزومي)) (١).
وفي التبيان في علوم القرآن : وجمع القرآن في المصحف واحد في عهد أبي بكر لا يعني أن الصحابة رضي الله عنهم لم يكن لديهم مصاحف كتبوا فيها القرآن من قبل ، فإن ذلك لا ينافي أن يكون لبعض الصحابة مصحف خاص. (٣)
وفي مباحث في علوم القرآن : وكان جبريل يعارض رسول الله بالقرآن في ليالي رمضان ويعارض الصحابة رسولهم حفظا وكتابة ولم تكن هذه الكتابة مجتمعة في مصحف عام بل عند هذا ما ليس عند ذاك من الآيات والسور. وقد نقل العلماء أن نفرا منهم : علي بن أبي طالب ، ومعاذ بن جبل ، وأبي بن كعب ، وزيد بن ثابت وعبد الله بن مسعود قد جمعوا القرآن كله على عهد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم إلا أن زيد بن ثابت كان رضي الله عنه متأخرا على الجميع. (٣)
__________________
(١) موجز البيان في مباحث علوم القرآن : ٤٨ لكمال الدين الطائي.
(٢) التبيان في علوم القرآن : ٦٤ لمحمد على الصابوني.
(٣) مباحث في علوم القرآن : ٥٠.