قد اختلفوا في القراءة ، فكان عمر رضي الله عنه قد هم أن يجمع المصاحف فيجعلها على قراءة واحدة ، فطعن طعنته التي مات فيها ، فلما كان في خلافة عثمان قام ذلك الرجل فذكر له ، فجمع عثمان المصاحف. (١)
ولا نجد من الشخصيات الموجودة في ذلك العصر من يتوقع أن ينبزه ابن الزبير وينعته بالكذب والولع غير علي بن أبي طالب عليه السلام الذي بغضه نفاق وحبه إيمان(٣) ، والذي يؤيد أن هذه الفكرة العظيمة التي
__________________
(١) تاريخ المدينة ٣ : ٩٩٠ ، وسيأتي أن مصحف عائشة لم يكن مطابقا للمصحف المتداول.
(٢) فقد اشتهر ابن زبير بعداوته وحقده على بني هاشم وبالأخص على سيدهم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمير المؤمنين عليه السلام ، وهذا واضح لمن راجع التاريخ ، وكمثال ننقل ما ذكره المسعودي في مروج الذهب ط. كتاب التحرير بتحقيق محمد محي الدين عبد الحميد ذكر في ٣ : ٨٥ : (وكان ابن زبير عمد إلى من بمكة من بني هاشم فحصرهم في الشعب وجمع لهم حطبا عظيما لو وقعت فيه شرارة من نار لم يسلم من الموت أحد ، وفي القوم محمد بن الحنفية) ، وقال في ٣ : ٨٨ : (وذكر عمر بن شبة النميري عن مساور بن السائب أن ابن زبير خطب أربعين يوما يصلى على النبي صلى الله عليه و [آله] وسلم وقال : لا يمنعي من أن أصلى عليه ألا تشمخ رجال بآنافها) ، وقال فيها أيضا : (فقال ابن زبير : إني لأكتم بغضكم أهل البيت منذ أربعين سنة ... وحدث النوفلي في كتابه فب الأخبار عن الوليد بن هاشم المخزومي قال : خطب ابن زبير فنال من على ، فبلغ ذلك ابنه محمد بن الحنفية فجاء حتى وضع له كرسي قدامه ، فعلاه وقال : يا معشر قريش ، شاهت الوجوه ، أينقص علي وأنتم حضور؟!) اه. ويكفي أنه جر أباه لمقاتلة إمام زمانه في معركة الجمل وكان يستثيره ويحرضه بل يجنبه حتى يقدم على القتال والقصة مفصلة فراجع.