تيمية في الطنبور نغمة بمباركة هذا الفعل وتمجيده والحث عليه (١) ، فما المانع من ارتقاء المنابر في المحافل ، والإذاعة على الملأ ـ اقتداء بالوهابية ـ أن أهل السنة يدخلون الرجال الأجانب على نسائهم حتى يرضعنهم؟!
أو نكتب بسود المداد في كل البلاد أن أهل السنة يجوزون إتيان النساء في أدبارهن ، بل إن علماءهم يفعلونه! (٣)
__________________
عندي فيه قول جازم لا من قطع ولا من ظن غالب ، كذا قال وفيه غفلة عما ثبت عند أبي داود في هذه القصة ، فكانت عائشة تأمر بنات إخوتها وبنات إخواتها أن يرضعن من أحبك ان يدخل عليها ويراها وإن كان كبيراً خمس رضعات ثم يدخل عليها ، وإسناده صحيح وهو صريح فأي ظن غالب وراء هذا؟!والله سبحانه وتعالى اعلم).
(١) طرب ابن تيمية على نغم هذه الفتوى ، فقال : (ليس حديث سهلة السابق ـ بمنسخ ولا مخصوص بسالم ولا عام في حق كل أحد وإنما هو رخصة لمن كان حاله مثل حال سالم مع أبي حذيفة وأهله في عدم الاستغناء عن دخوله على أهله مع انتفاء الريبة ، ومثل هذه الحاجة تعرض للناس في كل زمان. فكم من بيت كريم يثق ربه برجل من أهله أو من خدمه قد جرب أمانته وعفته وصدقه معه فيحتاج إلى إدخاله على امرأته وإلى جعله معها في سفر ، فإذا أمكن صلته به وبها بجعله ولدا لهما في الرضاعة بشرب شيء من لبنها مراعاة لظاهر أحكام الشرع مع عدم الإدخال بحكمتها ألا يكون أولى؟! بلى وان هذا اللبن ليحديث في كل منها عاطفة جديدة). راجع تفسير المنار٤ : ٤٧٦تفسير آية : (وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ).
(٢) شرح معاني الآثار٣ : ٤٠. وللتوسع في الموضوع انظر : ملحق رقم (٢).