في أيام سيف الدولة ، كما ذكرنا في طرسوس ، وهي في أيديهم إلى الآن ، وأهلها اليوم أرمن ، وهي من أعمال ابن ليون ، وقد نسب إليها قوم من أهل العلم ، منهم : أبو محمد إسماعيل بن علي الشاعر العين زربي القائل :
وحقّكم لا زرتكم في دجنّة |
|
من الليل تخفيني كأني سارق |
ولا زرت إلا والسيوف هواتف |
|
إليّ وأطراف الرماح لواحق |
ومحمد بن يونس بن هاشم المقرئ العين زربي المعروف بالإسكاف ، روى عن أبي بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي وأبي عمر محمد بن موسى بن فضالة وأبي بكر أحمد بن إبراهيم بن تمام بن حسان وأحمد ابن عمرو بن معاذ الرازي وأحمد بن عبد الله بن عمر ابن جعفر المالكي ومحمد بن الخليل الأخفش ، وجمع عدد آي القرآن العظيم ، روى عنه عبد العزيز الكناني والأهوازي المقرئ وأبو علي الحسين بن معشر الكناني وعلي بن خضر السلمي ، ومات في ثامن عشر ذي الحجة سنة ٤١١ ، قال الواقدي : ولما كانت سنة ١٨٠ أمر الرشيد ببناء مدينة عين زربي وتحصينها وندب إليها ندبة من أهل خراسان وغيرهم وأقطعهم بها المنازل ، ثم لما كانت أيام المعتصم نقل إليها وإلى نواحيها قوما من الزّطّ الذين كانوا قد غلبوا على البطائح بين واسط والبصرة فانتفع أهل الثغر بهم.
عَيْنُ سُلْوَانَ : يقال : سلوت عنه أسلو سلوّا وسلوانا ، وكان نصر بن أبي نصير يعرض على الأصمعي بالرّيّ فجاء على
قول الشاعر :
لو أشرب السّلوان ما سلوت
فقال لنصر : ما السلوان؟ فقال : يقال إنها خرزة تسحق وتشرب بماء فتورث شاربها سلوة ، فقال : اسكت لا يسخر منك هؤلاء إنما السلوان مصدر قولك سلوت أسلو سلوانا ، فقال : لو أشرب السلوان أي السّلوّ ما سلوت ، قال أبو عبد الله البشاري المقدسي : سلوان محلة في ربض مدينة بيت المقدس تحتها عين عذبة تسقي جنانا عظيمة وقفها عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، على ضعفاء البلد ، تحتها بئر أيوب ، ويزعمون أن ماء زمزم يزور ماء هذه العين ليلة عرفة ، قال عبيد الله الفقير : ليس من هذا الوصف اليوم شيء لأن عين سلوان محلة في وادي جهنم في ظاهر البيت المقدس لا عمارة عندها البتة إلا أن يكون مسجدا أو ما يشابهه وليس هناك جنان ولا ربض ، ولعل هذا كان قديما ، والله أعلم.
عَينُ السَّلَّوْر : بفتح السين المهملة ، وتشديد اللام وفتحها ، وهو السمك الجرّيّ بلغة أهل الشام ، قال البلاذري : وكان عين السّلور وبحيرتها لمسلمة بن عبد الملك ، ويقال لبحيرتها بحيرة يغرا ، وقد ذكرت في موضعها ، وهي قرب أنطاكية ، وإنما سميت عين السّلور لكثرة هذا النوع الذي بها من السمك.
عَينُ سَيْلَم : بفتح السين المهملة ، وسكون الياء المثناة من تحت ، وفتح اللام ، مرتجل إن كان عربيّا وإلا فهو عجميّ : بينه وبين حلب نحو ثلاثة أميال ، كانت العرب تنزلها ، وكانت بها وقعة بين عطيّة بن صالح ومحمود بن صالح ابني مرداس في سنة ٤٥٥.
عَينُ شَمس : بلفظ الشمس التي في السماء : اسم مدينة فرعون موسى بمصر ، بينها وبين الفسطاط ثلاثة فراسخ ، بينه وبين بلبيس من ناحية الشام قرب المطرية وليست على شاطئ النيل ، وكانت مدينة كبيرة ، وهي قصبة كورة اتريب ، وهي الآن خراب وبها