حلول بفردوس الإياد ، وأقبلت |
|
سراة بني البرشاء لمّا تأبّدوا |
وقال مضرّس بن ربعيّ وذكر فردوس إياد :
فلما لحقناهم قرأنا عليهم |
|
تحيّة موسى ربّه إذ يجاوره |
وقلن على الفردوس أول مشرب |
|
أجل جير ، إن كانت أبيحت دعائره |
فأما الأصيل الحلم منّا فزاجر |
|
خفافا جلالا أو مشيرا فذاعره |
وأما بغاة اللهو منّا ومنهم |
|
مع الرّبرب التالي الحسان محاجره |
فلما رأينا بعض من كان منهم |
|
أذى القول مخبوءا لنا وهو آخره |
صرفنا ولم نملك دموعا كأنها |
|
بوادي جمان بين أيد تناثره |
فألقت عصا التّسيار عنها وخيّمت |
|
بأرجاء عذب الماء بيض حفائره |
وباب الفردوس : أحد أبواب دار الخلافة ببغداد ، وقال أبو عبيد السّكوني : الفردوس ماء لبني تميم عن يمين طريق الحاجّ من الكوفة منها فلاة إلى فلج إلى اليمامة وإليه يضاف غبيط الفردوس الذي ينسب إليه يوم الغبيط من أيام العرب. وقلعة الفردوس : من أعمال قزوين مشهورة.
فَرْدَةُ : بالفتح ثم السكون ، ودال مهملة ، تأنيث الفرد ، وهو ما كان وحده ، ورواه نصر بالقاف وفتح الراء ، والله أعلم : وهو اسم جبل بالبادية ، سمي بذلك لانفراده عن الجبال. والفردة : ماء بالثّلبوت لبني نعامة ، وقال الراعي النّميري :
عجبت من السارين ، والريح قرّة ، |
|
إلى ضوء نار بين فردة فالرّحا |
إلى ضوء نار يشتوي القدّ أهلها ، |
|
وقد يكرم الأضياف والقدّ يشتوى |
وقال نصر : فردة جبل في ديار طيّء يقال له فردة الشموس ، وقيل : ماء لجرم في ديار طيّء هناك قبر زيد الخيل ، قال أبو عبيدة : قفل زيد الخيل من عند رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم ، ومن معه ، قال : إني قد أثّرت في هذا الحيّ من قيس آثارا ولست أشكّ في قتالهم إياي إن مررت بهم وأنا أعطي الله عهدا ألّا أقاتل مسلما أبدا ، فتنكبوا عن أرضهم وأخذوا به على ناحية من طريق طيّء حتى انتهوا إلى فردة وهو ماء من مياه جرم فأخذته الحمّى فمكث ثلاثا ثم مات ، وقال قبل موته :
أمطّلع صحبي المشارق غدوة ، |
|
وأترك في بيت بفردة منجد؟ |
سقى الله ما بين القفيل فطابة |
|
فما دون أرمام فما فوق منشد |
هنالك ، إني لو مرضت لعادني |
|
عوائد من لم يشف منهنّ يجهد |
فليت اللواتي عدنني لم يعدنني ، |
|
وليت اللواتي غبن عنّي عوّدي |
كذا ذكر جماعة من أهل اللغة ، ووجدت بخطّ ابن الفرات مقيّدا في غير موضع قردة ، بالقاف ، وقال الواقدي : ذو القردة من أرض نجد ، وقال ابن إسحاق : وسريّة زيد بن حارثة الذي بعثه النبي ، صلّى الله عليه وسلّم ، فيها حين أصابت عير قريش وفيها أبو سفيان بن حرب على الفردة ماء من مياه نجد ، كذا ضبطه ابن الفرات بفتح الفاء وكسر الراء ،