ألمّ خيال من أميمة موهنا |
|
وقد جعلت أولى النجوم تغور |
ونحن بصحراء العذيب ودوننا |
|
حجازية ، إن المحلّ شطير |
فزارت غريبا نازحا جلّ ماله |
|
جواد ومفتوق الغرار طرير |
وحلّت بباب القادسية ناقتي |
|
وسعد بن وقاص عليّ أمير |
تذكّر ، هداك الله ، وقع سيوفنا |
|
بباب قديس والمكرّ ضرير |
عشيّة ودّ القوم لو أن بعضهم |
|
يعار جناحي طائر فيطير |
إذا برزت منهم إلينا كتيبة |
|
أتونا بأخرى كالجبال تمور |
فضاربتهم حتى تفرّق جمعهم ، |
|
وطاعنت ، إني بالطّعان مهير |
وعمرو أبو ثور شهيد وهاشم |
|
وقيس ونعمان الفتى وجرير |
والأشعار في هذا اليوم كثير لأنها كانت من أعظم وقائع المسلمين وأكثرها بركة ، وكتب عمر ، رضي الله عنه ، إلى سعد بن أبي وقاص يأمره بوصف منزله من القادسية فكتب إليه سعد : إن القادسية فيما بين الخندق والعتيق وإنما عن يسار القادسية بحر أخضر في جوف لاح إلى الحيرة بين طريقين فأما إحداهما فعلى الظهر وأما الأخرى فعلى شاطئ نهر يسمى الحضوض يطلع بمن يسلكه على ما بين الخورنق والحيرة ، وإنما عن يمين القادسية فيض من فيوض مياههم ، وإن جميع من صالح المسلمين قبلي ألّب لأهل فارس قد خفّوا لهم واستعدّوا لنا ، وذكر أصحاب الفتوح أن القادسية كانت أربعة أيام : فسموا الأول يوم أرماث واليوم الثاني يوم أغواث واليوم الثالث يوم عماس وليلة اليوم الرابع ليلة الهرير واليوم الرابع سموه يوم القادسية ، وكان الفتح للمسلمين وقتل رستم جازويه ولم يقم للفرس بعده قائمة ، وقال ابن الكلبي فيما حكاه هشام قال : إنما سميت القادسية لأن ثمانية آلاف من ترك الخزر كانوا قد ضيّقوا على كسرى بن هرمز ، وكتب قادس هراة إلى كسرى : إن كفيتك مؤونة هؤلاء الترك تعطيني ما أحتكم عليك؟ قال : نعم ، فبعث النريمان إلى أهل القرى : اني سأنزل عليكم الترك فاصنعوا ما آمركم ، وبعث النريمان إلى الأتراك وقال لهم : تشتّوا في أرضي العام ، ففعلوا وأقبل منها ثمانية آلاف في منازل أصحابه بهراة فبعث النريمان إلى أهل الدّور وقال : ليذبح كل رجل منكم نزيله الذي نزل عليه ثم يغدو إليّ بسبلته ، ففعلوا ذلك وذبحوهم عن آخرهم وغدوا إليه بسبلاتهم فنظمها في خيط وبعثها إلى كسرى وقال : قد وفيت لك فأوف لي بما شرطت عليك ، فبعث إليه كسرى أن اقدم عليّ ، فقدم عليه النريمان فقال له كسرى : احتكم ، فقال له النريمان : تضع لي سريرا مثل سريرك وتعقد على رأسي تاجا مثل تاجك وتنادمني من غدوة إلى الليل ، ففعل ذلك به ثم قال : أوفيت؟ قال : نعم ، فقال له كسرى : لا والله لا ترى هراة أبدا فتجلس بين قومك وتحدث بما جرى ، وأنزله موضع القادسية ليكون ردءا له من العرب فسمي الموضع القادسية بقادس هراة ، وكان قدم عليه النريمان ومعه أربعة آلاف فكانوا بالقادسية ، فلما كان يوم القادسية قرن أصحاب النريمان بن النريمان أنفسهم بالسلاسل كيلا يفروا فقتلوا كلهم ورجعت ابنة النريمان إلى مرو وأم النريمان ابن النريمان كبشة بنت النعمان بن المنذر ، قال هشام: