بغتة والناس لا يرونه ولا يشعرون به فيعظم عندهم ويطيعون.
قُمْرٌ : بالضم ثم السكون ، جمع أقمر وهو الأبيض الشديد البياض ، ومنه سمّي القمري من الطير ، وقمر : بلد بمصر كأنه الجصّ لبياضه ، وحكى ابن فارس أن القمري نسب إلى هذه البلدة ، وقد نسبوا إليها قوما من الرّواة ، منهم : الحجّاج بن سليمان بن أفلح القمري يكنى أبا الأزهر مصريّ ، يروي عن مالك بن أنس والليث بن سعد وغيرهما ، روى عنه محمد بن سلمة المرادي ، وفي حديثه مناكير وخطأ ، توفي فجأة سنة ١٩٧ وهو على حماره. والقمر أيضا : جزيرة في وسط بحر الزنج ليس في ذلك البحر جزيرة أكبر منها فيها عدة مدن وملوك كل واحد يخالف الآخر ، يوجد في سواحلها العنبر وورق القماري وهو طيب يسمونه ورق التانبل وليس به ، ويجلب منها الشمع أيضا.
القَمَعَةُ : حصن باليمن ، والقمعة : ماء وروضة باليمامة ، عن محمد بن إدريس بن أبي حفصة.
قمَلانُ : بلد باليمن من مخلاف زبيد.
قَمَلى : بالتحريك ، والقصر ، يجوز أن يكون من القمل وهو القراد : وهو موضع ، وفيه نظر.
قُمُّ : بالضم ، وتشديد الميم ، وهي كلمة فارسية : مدينة تذكر مع قاشان ، وطول قم أربع وستون درجة ، وعرضها أربع وثلاثون درجة وثلثان ، وهي مدينة مستحدثة إسلامية لا أثر للأعاجم فيها ، وأول من مصّرها طلحة بن الأحوص الأشعري ، وبها آبار ليس في الأرض مثلها عذوبة وبردا ، ويقال إن الثلج ربما خرج منها في الصيف ، وأبنيتها بالآجرّ ، وفيها سراديب في نهاية الطيب ، ومنها إلى الرّي مفازة سبخة فيها رباطات ومناظر ومسالح ، وفي وسط هذه المفازة حصن عظيم عاديّ يقال له دير كردشير ، ذكر في الديرة ، قال الإصطخري : قم مدينة ليس عليها سور وهي خصبة وماؤهم من الآبار وهي ملحة في الأصل فإذا حفروها صيروها واسعة مرتفعة ثم تبنى من قعرها حتى تبلغ ذروة البئر فإذا جاء الشتاء أجروا مياه أوديتهم إلى هذه الآبار وماء الأمطار طول الشتاء فإذا استقوه في الصيف كان عذبا طيبا ، وماؤهم للبساتين على السواني ، فيها فواكه وأشجار وفستق وبندق ، وقال البلاذري : لما انصرف أبو موسى الأشعري من نهاوند إلى الأهواز فاستقراها ثم أتى قم فأقام عليها أياما وافتتحها ، وقيل : وجّه الأحنف ابن قيس فافتتحها عنوة ، وذلك في سنة ٢٣ للهجرة ، وذكر بعضهم أن قمّ بين أصبهان وساوة ، وهي كبيرة حسنة طيبة وأهلها كلهم شيعة إمامية ، وكان بدء تمصيرها في أيام الحجاج بن يوسف سنة ٨٣ ، وذلك أن عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس كان أمير سجستان من جهة الحجاج ثم خرج عليه وكان في عسكره سبعة عشر نفسا من علماء التابعين من العراقيين فلما انهزم ابن الأشعث ورجع إلى كابل منهزما كان في جملته إخوة يقال لهم عبد الله والأحوص وعبد الرحمن وإسحاق ونعيم وهم بنو سعد بن مالك ابن عامر الأشعري وقعوا إلى ناحية قم وكان هناك سبع قرى اسم إحداها كمندان ، فنزل هؤلاء الإخوة على هذه القرى حتى افتتحوها وقتلوا أهلها واستولوا عليها وانتقلوا إليها واستوطنوها واجتمع إليهم بنو عمّهم وصارت السبع قرى سبع محال بها وسميت باسم إحداها وهي كمندان فأسقطوا بعض حروفها فسميت بتعريبهم قمّا ، وكان متقدم هؤلاء الإخوة عبد الله بن سعد وكان له ولد قد ربّي بالكوفة