وثمّ عين ماء لا يغمس فيها شيء من المعدنيّات نحو الحديد وغيره إلا يذوب ، قال الحازمي : وكرّان حصن على نهر شلف بالمغرب في بلاد البربر ، وذكره ابن حوقل وقال : هو حصن أزليّ يقال له سوق كرّان وبينه وبين ملتانة مرحلة وبينه وبين أشير ثلاث مراحل.
كُرْبُج دِينار : يقال للحانوت كربج وكربق ، بالضم ثم السكون ، وباء موحدة مضمومة ، وجيم : موضع قريب من الأهواز دون سوق الأهواز بثمانية فراسخ من جهة البصرة ، له ذكر في أخبار الخوارج مع المهلب بن أبي صفرة ، قال يزيد بن مفرّغ :
سقى هزم الارعاد منبجس العرى |
|
منازلها من مسرقان فسرّقا |
فتستر لا زالت خصيبا جنابها |
|
إلى مدفع السّلّان من بطن دورقا |
إلى الكربج الأعلى إلى رام هرمز |
|
إلى قريات الشيخ من فوق شستقا |
كَرْبَلاءُ : بالمدّ : وهو الموضع الذي قتل فيه الحسين ابن عليّ ، رضي الله عنه ، في طرف البرّيّة عند الكوفة ، فأما اشتقاقه فالكربلة رخاوة في القدمين ، يقال : جاء يمشي مكربلا ، فيجوز على هذا أن تكون أرض هذا الموضع رخوة فسمّيت بذلك ، ويقال : كربلت الحنطة إذا هذّبتها ونقيتها ، وينشد في صفة الحنطة :
يحملن حمراء رسوبا للثقل |
|
قد غربلت وكربلت من القصل |
فيجوز على هذا أن تكون هذه الأرض منقاة من الحصى والدّغل فسمّيت بذلك ، والكربل : اسم نبت الحمّاض ، وقال أبو وجرة يصف عهون الهودج :
وثامر كربل وعميم دفلى |
|
عليها والندى سبط يمور |
فيجوز أن يكون هذا الصنف من النبت يكثر نبته هناك فسمّى به ، وقد روي أن الحسين ، رضي الله عنه ، لما انتهى إلى هذه الأرض قال لبعض أصحابه : ما تسمّى هذه القرية؟ وأشار إلى العقر ، فقال له : اسمها العقر ، فقال الحسين : نعوذ بالله من العقر! ثم قال : فما اسم هذه الأرض التي نحن فيها؟ قالوا : كربلاء ، فقال : أرض كرب وبلاء! وأراد الخروج منها فمنع كما هو مذكور في مقتله حتى كان منه ما كان ، ورثته زوجته عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل فقالت :
وا حسينا! فلا نسيت حسينا |
|
أقصدته أسنّة الأعداء |
غادروه بكربلاء صريعا ، |
|
لا سقى الغيث بعده كربلاء (١) |
ونزل خالد عند فتحه الحيرة كربلاء فشكا إليه عبد الله بن وثيمة البصري الذّبّان فقال رجل من أشجع في ذلك :
لقد حبست في كربلاء مطيّتي |
|
وفي العين حتى عاد غثّا سمينها |
إذا رحلت من منزل رجعت له ، |
|
لعمري وأيها إنني لأهينها |
ويمنعها من ماء كلّ شريعة |
|
رفاق من الذّبّان زرق عيونها |
كُرْتُم : بالضم ، والسكون ، وتاء مثناة من فوقها ، وميم ، قال أبو منصور : كرتوم ، بالواو ، وهي حرّة بني عذرة ، والكرتوم في اللغة : الصغار
__________________
(١) ـ في هذا البيت إقواء.