سليم ، ولا يتصوّر ثبوته عليم.
وأما قول الحسن بن أبي بشر الأشعري فإنه ذهب إلى أنه تعالى يرى. وأضاف إلى القول بالرؤية القول بأنه تعالى يدرك بجميع الحواس فأجاز أن يسمع ويشم ويذاق ، وربّما لم يتجاسر على التلفّظ بذلك ، وإن كان المعنى عنده ثابتا. وهذا القول خارج عن قول الأمّة ، ولم يتجاسر عليه أحد سواه لشناعته وفساده.
وروي عن كافي الكفاة الصاحب الكافي (١) نفعه الله بصالح عمله أنه قال :
__________________
(١) هو إسماعيل بن عبّاد بن العباس بن عباد الطالقاني الملقب بالصاحب. ولد في ذي القعدة سنة ٣٢٦ ه ، ت : ٣٨٥ ه. وشهرته تغني عن تفصيل أمره ، وكان واحد عصره ، ونسيج وحده ، لو وجد سبيلا إلى انتزاع الضلال عن دين الإسلام بفوات روحه لهان عنده ، اختلف في مذهبه فقيل : إمامي ، وقيل : معتزلي حنفي ، وقيل : زيدي وهو الأصح. وقد ذكر أنه من الزيدية الإمام عبد الله بن حمزة عليهالسلام عند ذكر آل بويه وذكر الصاحب ، ثم قال : وهؤلاء مذهبهم في الأصول مذهب الزيدية ، وإن خالفوا أصلهم بالفعل في خدمة بني العباس للميل إلى الدنيا. وأقول : وخير دليل على زيديته قوله بالخروج على الظلمة ـ كما هو واضح في مرثاته للإمام زيد التي منها :
لما رأى أن حق الدين مطرح |
|
وقد تقسمه نهب وتمحيق |
قام الإمام بحق الله تنهضه |
|
محبة الدين إن الدين موموق |
يدعو إلى ما دعا آباؤه زمنا |
|
إليه وهو بعين الله مرموق |
ابن النبي نعم وابن الوصي نعم |
|
وابن الشهيد نعم والقول تحقيق |
لم يشفهم قتله حتى تعاوره |
|
قتل وصلب وإحراق وتغريق |
مؤلفاته : الوقف والابتداء. ومختصر أسماء الله تعالى وصفاته. ونهج السبيل في الأصول. والإمامة. وجوهرة الجمهرة في اللغة. وله ديوان شعر ، وغيرها. ينظر : الأعلام للزركلي ١ / ٣١٦. والزيدية للدكتور أحمد محمود صبحي ص ٢٠٥. وأعيان الشيعة ٣ / ٣٢٩. ومعجم المؤلفين ١ / ٣٦٧. والحدائق الوردية ١ / ١٥١. والشافي ١ / ١٤٠.