ناظِرَةٌ) [القيامة : ٢٢ ـ ٢٣] ، قالوا : وهذا يدل على أنه تعالى يرى في الآخرة (١). ومنها قوله تعالى : (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ* ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ) [المطففين : ١٥ ـ ١٦] ، وهذا يدل على الرؤية ؛ لأن المؤمن لو حجب عن رؤية ربه لاستوى حاله وحال الكافر (٢).
ومنها قوله تعالى : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ) [يونس : ٢٦] ، قالوا : وتلك الزيادة هي النظر إليه ، والرؤية له (٣).
ومنها قوله تعالى : (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) [الكهف : ١١٠] (٤).
ومنها ما رواه قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله البجلي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إنكم سترون ربّكم يوم القيامة كالقمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته» (٥). قالوا : وهذا نص صريح يقتضي إثبات رؤية الخلق له يوم القيامة.
__________________
(١) معالم أصول الدين ص ٥٤.
(٢) تفسير الطبري مج ١٥ ج ٣٠ ص ١٢٥ نقل أن هذا رأي ، والرأي الأخر محجبون عن كرامته ، وهو رأي قتادة. مفاتيح الغيب مج ١٦ / ٣١ / ٩٦.
(٣) تفسير الطبري مج ٧ ج ١١ ص ١٣٧. والإبانة ص ٣٥. والقرطبي ١٩ / ٧٠. وتفسير ابن كثير ٤ / ٤٥٠. ومعالم أصول الدين ص ٥٥.
(٤) معالم أصول الدين ص ٥٤.
(٥) البخاري : ١ / ٢٠٣ رقم ٥٢٩. ومسلم ١ / ٤٣٩ برقم ٦٣٣. وتضامّون ـ بفتح التاء وضم الميم وتشديدها ـ معناه : لا ينضم بعضكم إلى بعض ولا يقول : أرنيه ، بل كلّ ينفرد برؤيته. وروي تضامون ـ بضم التاء وضم الميم بدون تشديد ـ والمعنى : لا يظلم بعضكم بعدم رؤيته ، بل كلكم يراه. وهذا التفسير على قول من يجيز الرؤية.