وقولهم إنّ الزيادة هي الرؤية (١). فالجواب : أنّ قولهم باطل بما تقدّم ذكره من الأدلة. وبعد فإنّ الزيادة في اللغة لا يعقل منها الرؤية ، ولا يجوز أن يخاطبنا الله تعالى بما ليس في اللغة إلا أن يريد شيئا في اللغة مع البيان ، وإنما يصح ذلك في الشرع من حيث إنه لم يكن لما أمر به من الحقائق الشرعية معنى معروف على الوجه الذي ورد به الشرع في أصل اللغة ، ولا اسم (٢) موضوع [في أصل اللغة] وليس كذلك الرؤية. مع أنّه لا بيان هاهنا ، فبطل قولهم.
وأما معنى الآية فالمروي عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال : الزيادة غرفة من لؤلؤ ، لها أربعة أبواب (٣). فالغرفة هي زيادة الثواب (٤). وروي عن ابن عباس أنه قال (٥) : الحسنة بالحسنة ، والزيادة التّسع. إنّه تعالى يقول : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) [الأنعام : ١٦٠].
وأما قوله (٦) : (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً) [الكهف : ١١٠] ، وقولهم : إنّه وعد من عمل صالحا بلقائه ورؤيته (٧). فالجواب عن ذلك أنّ اللقاء ليس من الرؤية في شيء على نحو ما تقدم من الدلالة على أنّ
__________________
(١) قول أبي بكر الصديق ، وحذيفة بن اليمان ، وأبي موسى الأشعري. الماوردي ٢ / ٤٣٢. وتفسير الطبري مج ٧ ج ١١ ص ١٣٧.
(٢) في (ب) : ولا اسم ، وفي الأصل تعليقة : ولا اسم. ظ. وهو الأصح.
(٣) تفسير الطبري مج ٧ ج ١١ ص ١٤١.
(٤) تفسير الدر المنثور ٣ / ٥٤٨.
(٥) أنظر المارودي ٢ / ٤٣٣ ، والدر المنثور ٣ / ٥٤٩.
(٦) في (ب) : قولهم.
(٧) قال الرازي في مفاتيح الغيب مج ١١ ج ٢١ ص ١٧٨ : وأصحابنا حملوا لقاء الرب على رؤيته ، والمعتزلة حملوه على ثوابه.