الضابط مردودة بلا خلاف ، وهذا الخبر لم يسلم من ذلك ؛ فإنّه ينتهى إلى قيس ابن أبي حازم (١) ، وهو مطعون في روايته من وجوه : أحدها أنه كان متولّيا من بني أمية ومعينا لهم على أمرهم ، ولا شبهة في كون ذلك فسقا إن لم يبلغ الكفر ؛ لأنهم عندنا كفّار (٢).
ومنها أنه كان قد خولط في عقله وكان يلعب به الصبيان كما يلعبون بسائر المجانين ، وقال لصديق له أعطني درهما أشتري بها (٣) عصا ، قال : ما تفعل بها؟ قال : أطرد بها كلاب المدينة. وروي أنه أدخل في بيت وكان في بابه
__________________
(١) قال ابن حجر في تهذيب التهذيب [٨ / ٣٨٨] : كان يحمل على علي. وكذلك قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء [٤ / ١٩٩ ـ ٢٠١] ، وقال : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال : كبر سنه وذهب عقله قال : فاشتروا له جارية سوداء أعجمية قال : وجعل في عنقها قلائد من عهن وودع وأجراس من نحاس فجعلت معه في منزله وأغلق عليه الباب ، قال : وكنا نطلع عليه من وراء الباب وهو معها قال : فيأخذ تلك القلائد بيده فيحركها ويعجب منها ويضحك في وجهها. ورواها أيضا الخطيب في تاريخه [١٢ / ٤٥٥]. وفي طبقات المعتزلة ص ١٢٥ في المناظرة التي جرت بين أحمد بن أبي دؤاد وأحمد بن حنبل في الرؤية فقال : هذا يزعم أن الله تعالى يرى ، والرؤية لا تقع إلّا على محدود ، فروى له ـ أي أحمد بن حنبل ـ حديث قيس بن أبي حازم ، فقال ابن أبي دؤاد : تحتج بحديث قيس بن أبي حازم وهو أعرابي بوال على عقبيه!!. ونحن نقول كما قال. ت ٩٨ ه.
(٢) حجّة المؤلف في تكفيرهم ما رواه البخاري ١ / ٢٧ رقم ٤٨ عن عبد الله بن مسعود عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «سباب المؤمن فسوق ، وقتاله كفر». وقد تكرر برقم ٥٦٩٧ و ٦٦٦٥. ومسلم ١ / ٨١ رقم ١١٦ بلفظ البخاري. أقول : ومن المعلوم قطعا أن بني أمية بدأ بمعاوية قد استحلوا قتال علي والصحابة ، وقتل بسيوفهم عشرات الألوف ، ولعنوا آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم على المنابر زمنا طويلا.
(٣) في (ب) : ما تفعل به. وأشتري بالياء في كل النسخ ، والأظهر حذف الياء ؛ لأن الفاء إذا سقطت بعد الطلب وقصد به الجزاء جزم.