جلاجل فإذا دقّ الباب من خلفه ضحك. ومنها أنه كان مبغضا لأمير المؤمنين علي عليهالسلام (١) وحكي أنه قال [أي قيس] : منذ سمعته يقول [أي علي] على منبر الكوفة (٢) : انفروا إلى بقية الأحزاب ـ دخل بغضه في قلبي ، يعني عليا عليهالسلام ، ومن دخل بغض عليّ في قلبه فلا شبهة في فسقه ـ إن لم يكن كافرا ؛ لقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي عليهالسلام : «لا يحبّك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق (٣)» ، ولقوله : «اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه» (٤) ، ثم إنّ الخبر
__________________
(١) قال الوالد العلامة مجد الدين المؤيدي بهامش (ب) : إن الأمير الحسين عليهالسلام ـ مؤلف الينابيع ـ لا يجيز قبول خبر المبغض لأمير المؤمنين علي عليهالسلام وبالأولى المحارب ، مع أنه صرّح في شفاء الأوام بقبول فاسق التأويل ، وهذا يدل على أنّهم عنده غير متأولين وهو الواقع ، وأنه يذهب إلى أنهم فساق تصريح ، وكذا الإمام المؤيد بالله عليهالسلام فقد صرح برد رواية مبعض أمير المؤمنين عليهالسلام ومحاربه وهو يقبل المتأولين كما ذكره في شرح التجريد ، ما ذاك إلا لأنهم عندهم غير متأولين فتدبر والله ورسوله ولي التوفيق.
(٢) في هامش الأصل : مخاطبا لأصحابه.
(٣) روي بألفاظ كثيرة. ففي مسلم ١ / ٨٦ رقم ١٣١ كتاب الأيمان قال عليّ : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلىاللهعليهوآلهوسلم إليّ أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق. أنظر المرشد بالله ١ / ١٣٥. وابن حجر في الإصابة ٢ / ٥٣. والاستيعاب ٣ / ٥٠٣. ومصنف ابن أبي شيبة ٦ / ٣٦٥ رقم ٣٢٠٦. وتذكرة الحفاظ للذهبي ١ / ١٠. أحمد بن حنبل ١ / ١٨٣ برقم ٦٤٢ ، وفتح الباري ١ / ٦٣. والبداية والنهاية ٧ / ٣٩١ ، والنسائى ٨ / ١١٦ برقم ٥٠١٩. والخطيب في تاريخ بغداد ٨ / ٤١٧ ، والترمذي ٥ / ٥٩٤ رقم ٣٧١٧. وغيرهم.
(٤) هذا حديث متواتر ، قال المقبلي في الأبحاث المسددة ص ٢٤٣ ـ ٢٤٤ : بعد ذكر رواته وهو متواتر فإن كان مثل هذا معلوما وإلا ما في الدنيا معلوم وقد ورد بألفاظ كثيرة من مراجع عدة نذكر منها : أمالي أحمد بن عيسى ١ / ٣٨. والمرشد بالله الشجري ١ / ٤٢. والإمام المؤيد بالله في الأمالي الصغرى ، ص ٩٠ ، ١٠٢. وأبو طالب في أماليه ص ٤٨. والإمام القاسم بن محمد في الاعتصام ٥ / ٣٧٧ ـ ٣٧٩ ، وعلي بن موسى الرضى في صحيفته ص ٤٥٧. والإمام الهادي في الأحكام ١ / ٣٧ ، ومسند أحمد ج ١ ص ١٨٢ رقم ٦٤١ ورقم ٩٥٠ ورقم ٩٦٤ ورقم ١٣١٠ مسند علي وقد رواه من أربعين طريقة ،