عترتهما من سار بسيرتهما (١) وانتمى بأبيه إليهما ، متى جمع شرائط الإمامة ، وكان ضليعا [قويّا] بحمل أثقال الزّعامة.
وأشهد لمبدئ الخلق ومعيده ، بصدقه في وعده ووعيده.
أما بعد : فقد سألني بعض من زكت محاتده (٢) وعناصره ، وسمت على العيّوق (٣) مناقبه ومفاخره ـ أن أرسم له في العقيدة زبدا كافية ، ونتفا (٤) من البراهين شافية ، وأن أورد من الأدلة الشرعية ما يكون مؤكّدا للأدلة العقليّة ، وأن أذكر جملة من متشابه الأخبار والآيات ، التي تعلّق بظاهرها أهل الجهالات ، وأبيّن ما صحّحه العلماء من معانيها ، ووجوهها التي تجوز فيها ، وأشير له إلى جملة من فروض الخمس الصلوات ، وتمييزها مما يتخللها من السنن والهيئات ، مجرّدة عن ذكر جميع الأدلة والخلافات.
فأجبته إلى ما سأل ، رغبة في ثواب الله عزوجل ، وسأقصد في ذلك عين محبوبه ، وأقف على حد مطلوبه ، فإنّ تعدّي المراد مملول ، والاقتصار على الغرض مقبول ، بمشيئة الله ذي الجلال ، وتوفيقه في جميع الأحوال. وقد جعلت ما أوردته من الأخبار ، وذكرته من الآثار ، مما سمعته بالأسانيد الصحيحة (٥) ، وقصدت بذلك باب الهداية والنصيحة ، واتبعت في ذلك قول
__________________
(١) في (ب) : سيرتهما.
(٢) المحتد : الأصل والطبع. ينظر القاموس ٣٥٢.
(٣) نجم بعيد في السماء.
(٤) النتفة ما تنتفه بإصبعك من النبت وغيره ، والجمع كصرد وهمز : من ينتف من العلم شيئا ولا يستقصيه. القاموس ص ١١٠٤. وفي (ب) : نثفا ، وليس لها معنى.
(٥) يحمل هذا على ما ورد في العقيدة ، أما أحاديث الفضائل ففي بعضها تسامح ؛ ولعل المؤلف اكتفى بنقلها من كتب الحديث ، وبعضها من أصول الكافي وعمدة ابن البطريق بدون تمحيص ، فالعهدة على القارئ.