وروى عن علي بن عبد الله بن العباس (١) قال : (٢) كنت جالسا عند أبي فقال له رجل : إنّ هاهنا قوما يزعمون أنهم أتوا من قبل الله وأنّ الله جبرهم (٣) على المعاصي ، فقال : لو أعلم أنّ هاهنا أحدا منهم لقبضت على حلقه (٤).
وعن أبي بكر أنه قال في الفتوى أقول فيها برأيي فإن كان صوابا فمن الله وهو وفقنى ، وإن كان خطأ فمنّى ومن الشيطان ، والله ورسوله منه بريئان (٥). وروي عن عمر بن الخطاب أنه أتي بسارق فقال له : ما حملك على ذلك؟ فقال : قضاء الله وقدره يا أمير المؤمنين ، فقطع يده وضربه عشرين درّة أو ثلاثين ، وقال : قطعت يدك بسرقتك ، وضربتك لكذبك على الله. ثم قال : لكذبه على الله شرّ من سرقته (٦). وروي عن عثمان بن عفان أنه لما حصر في الدار كان القوم يرمونه ويقولون : الله يرميك ، فيقول : كذبتم لو رماني ما أخطأني (٧).
وروى أنّ عبيد الله بن زياد لعنه الله قال لعلي بن الحسين يعنى زين العابدين عليهالسلام لمّا حمل إليه زين العابدين بعد قتل أبيه الشهيد الحسين السبط : ألم يقتل الله عليّ بن الحسين؟ فقال زين العابدين : قد كان أخي يسمّى عليّا ، وكان أكبر منى ، وإنما قتله الناس لا الله. قال : بل الله قتله. قال
__________________
(١) السجاد أبو الملوك من بني العباس ، كان عالما عاملا جسيما وسيما طوالا مهيبا. ذكر أنه كان يسجد كل يوم ألف سجدة. ولد عام قتل الإمام علي فسمّي باسمه. سير أعلام النبلاء ٥ / ٢٥٢ ..
(٢) في (ب) : أنه قال.
(٣) في (د) : أجبرهم.
(٤) طبقات المعتزلة للإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى ص ١٣.
(٥) طبقات المعتزلة ص ١١ ، وذلك عند ما سئل عن الكلالة ، والدر المنثور ٢ / ٤٤٣ ، وخلاصة الفوائد ص ٧٦.
(٦) طبقات المعتزلة ص ١١ ، ورسائل العدل والتوحيد ص ٢٤٣ ، وخلاصة الفوائد ١٢٧.
(٧) طبقات المعتزلة ص ١١ ، وخلاصة الفوائد ٨٧.