عليهالسلام إلى وقتى هذا وهي سنة ثلاث وثلاثين وستمائة سنة (١). ومن الأمثال السائرة عند العلماء : العدل هاشمي ، والجبر أموي (٢). وما ذكرناه عن أهل البيت (ع) هو المشهور عن التابعين وتابعي التابعين وسائر المسلمين والحمد لله رب العالمين.
وأما الموضع الرابع :
وهو في إيراد طرف مما يحتج به المخالفون من متشابه الآيات.
فمن ذلك قوله تعالى : (وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً) [الأنفال : ٤٤] ، قالوا : فبيّن أنه تعالى قضى بذلك ، بمعنى الفعل.
والجواب : أنّ ما ذكروه لا يصح ؛ لأنه قال : (لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً) ، فكيف يفعل ما هو مفعول لغيره ؛ لأنه لا يكون مفعولا لغيره إلا بعد أن يفعله ذلك الغير ، وإذا قد فعله فقد خرج من العدم إلى الوجود فلا يصح فعله ثانيا.
وأما معنى الآية فإن الله تعالى قلّل المشركين في أعين المسلمين وقلّل المسلمين في أعين المشركين لأن يجسر بعضهم على بعض. قال ابن مسعود قلّوا في أعيننا حتى قلت لرجل بجنبي : تراهم سبعين؟ (٣) قال : أراهم مائة. فأسرنا
__________________
(١) وهو عصر الإمام عبد الله بن حمزة عليهالسلام.
(٢) ينظر الشافي ١ / ١٤٠ حيث قال : والقول بالعدل والتوحيد هو مذهب أهل البيت عليهمالسلام عموما إلّا من خرج من بني العباس لما ضعفوا تودّدا. والجبر أموي إلا من سعد بقبول الحق ؛ فأما الذين قالوا بالعدل من خلفاء بني أمية : معاوية بن يزيد المكنى أبا ليلى ، ويزيد بن الوليد الملقب بالناقص ، وعبد العزيز بن مروان ، وعمر بن عبد العزيز.
(٣) في (ب) : أراهم.