قدّرها عليهم (١). وهذه هي مقالة الجبرية دون العدلية على ما تقدم.
ومنها ما رواه جابر بن عبد الله عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : يكون في آخر الزمان قوم يعملون بالمعاصي ثمّ يقولون : هذا بقضاء الله وقدره ، الرادّ عليهم كالمشرع سيفه في سبيل الله». ومنها ما رواه جابر بن عبد الله أيضا عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : مثل الحديث الأوّل ؛ إلا أنه قال : الرادّ عليهم كالشاهر سيفه في سبيل الله (٢).
وأما ما ورد في الشرع من الذّمّ للقدرية فنحو ما روي عن أبي هريرة وابن عمر وجابر عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «القدريّة مجوس هذه الأمة ، إن مرضو فلا تعودوهم ، وإن ماتوا فلا تشهدوهم ، ولا تصلّوا عليهم ، وإن لقيتموهم فلا تسلّموا عليهم ؛ فإنّهم شيعة الدّجّال ، وحقّ على الله أن يلحقهم به (٣)». ونحو ما روي عن جابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري وحذيفة كلهم يروي (٤) عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «لعنت القدرية على لسان سبعين نبيّا (٥)».
ونحو ما روي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «صنفان من أمّتي ليس لهما (٦) في الإسلام سهم (٧) : المرجئة والقدرية» ، ونحو ما روي عن أنس بن مالك أنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «مجوس العرب ـ وإن صلّوا وصاموا ـ القدريّة (٨)».
__________________
(١) رسائل العدل والتوحيد إنقاذ البشر للشريف المرتضى ص ٢١٥.
(٢) رسائل العدل والتوحيد ص ٢٤٣.
(٣) أخرجه القاضي جعفر في خلاصة الفوائد ص ٣٠ ، والحاكم ١ / ٨٥ ، وقال صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. وأبو داود في سننه ٥ / ٦٧ برقم ٤٦٩٢ ،
(٤) في (ب) : رووا.
(٥) رسائل العدل والتوحيد ص ٢٧٩. والعلل المتناهية ١ / ١٥٠.
(٦) في (ب) ، و (ج) : لهم.
(٧) في الأصل : نصيب.
(٨) في (ب) : وإن صلوا وإن صاموا. أخرجه أبو نعيم في الحلية ٣ / ٧٠ عن أنس.