فشكّوا عند ذلك (١). وقيل : بما أنزل من الفرائض والحدود (٢). وإنما أضاف الله الشّكّ إليه ـ وإن كان منهم ـ لأنه وجد عند حصول فعله وهو نزول الآيات ، وما زاده من الحجج ، كما ذكرنا في قوله تعالى : (فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ) ودللنا على ذلك. ومثل ذلك قول نوح عليهالسلام : (فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إِلَّا فِراراً) [نوح : ٦] وقيل : معنى قوله : (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) أي غمّ بتمكين النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ونزوله بالمدينة ، وما فتح الله عليه ، وظهور المسلمين ، وكثرة الفتوح (٣) (فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً) أي غمّا بما زاده من القوة والتّمكين وبما أمده من النصر والتأييد.
ومن ذلك قوله تعالى حاكيا عن إبليس لعنه الله (قالَ فَبِما أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) [الأعراف : ١٦] قيل : أغويتني : معناه خيّبتني من رحمتك وجنّتك (٤). والإغواء : التّخييب. وقيل : جعلتني في العذاب بمصيري إليه بحكمك. وقيل : أغويتني أي حكمت بغوايتي. فيكون بمعنى الحكم والتّسمية. كما يقال : أضللتني أي حكمت بضلالتي ، وسمّيتني ضالّا على ما تقدم تحقيقه. وقيل : مذهب إبليس الجبر. والمجبرة أتباعه. وقد رد الله
__________________
(١) وبه قال ابن عباس كما ذكره الماوردي ١ / ٧٤ ، وابن مسعود كما ذكره السيوطي في الدر المنثور ١ / ٦٧.
(٢) انظر الماوردي : ١ / ٧٤.
(٣) انظر الماوردي ١ / ٧٤.
(٤) الماوردي ٢ / ٢٠٦ ، ومنه قول الشاعر :
فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره |
|
ومن يغو لا يعدم على الغي لائما |
أي ومن يخب. وينظر المتشابه ج ١ ص ٢٧٥. والبيت للمرقش.