مَعَكُمْ) ؛ لأنّ المستطيع للشيء فاعل له لا محالة على هذا القول. فلمّا أكذبهم الله تعالى في ذلك دلّ على أنهم كانوا مستطيعين للخروج ، وقد يستطيعون الخروج ـ وإن لم يخرجوا ـ وذلك يقضي بتقدم القدرة على مقدورها ، وأنها غير موجبة له ، وأنها قد توجد بدونه ، إلى غير ذلك من الآيات.
وأما السنة : فكثير ، نحو ما روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : سأل موسى ربّه أيّ عبادك أعزّ؟ قال : الذي إذا قدر غفر (١). وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال حاكيا عن ربه عزوجل : يا ابن آدم أنا أولى بإحسانك منك ، وأنت أولى بذنبك منّي ، لم أدع تحذيرك ، ولم آخذك على غرّتك ، ولم أكلّفك فوق طاقتك (٢). وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «عليكم من الأعمال بما تطيقون» (٣) ، وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم (٤) إذا أمرتم بأمر فأتوا به ما استطعتم» (٥). وعن عمران بن الحصين قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أيعجز أحدكم أن يعمل كلّ يوم مثل أحد؟ قالوا : ومن يستطيع ذلك يا رسول الله؟ قال : «كلّكم يستطيعه. قالوا : ما ذا يا رسول الله؟ قال : «سبحان الله أعظم من أحد. لا إله إلا الله أعظم من أحد. الحمد لله أعظم من أحد. والله أكبر أعظم من أحد» (٦). وروي عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال في خطبته الغرّاء في
__________________
(١) أخرجه الحر العاملي في الجواهر السنية ص ٦٤ عن الباقر (ع) قال : مكتوب في التوراة فيما ناجى الله موسى (ع) : يا موسى أمسك غضبك عمن ملكتك عليه أكفّ عنك غضبي. قال موسى : يا رب أي عبادك أعز عليك؟ قال : الذي إذا قدر عفا.
(٢) الجواهر السنية في الأحاديث القدسية ص ٢٧٩.
(٣) مسلم ١ / ٥٤٢ برقم ٧٨٥ ، وأحمد بن حنبل ١٠ / ٣١ برقم ٢٥٨٣٠.
(٤) في (ب) : بزيادة «أنه قال».
(٥) الدار قطني مج ١ ج ٢ ٢٨١. وفتح الباري ١٣ / ٢٦١ باختلاف يسير.
(٦) أخرجه الطبراني ١٨ / ١٧٤ رقم ٣٨٩. والبزار ٢ / ٤٠٠ رقم ٢٠٩٣ و ٢٠٩٤.